2007/10/24

1- صداقة صامتة

هتفت به قائلة .. لا توجد صداقة هي أرفع قدراً ولا أنبل مضموناً من صداقة منزهة عن الهوى أو الغرض ... ولا توجد رفقة هي خير من رفيق نبيل عفيف يأخذ بيدك إلى دروب الفطرة ومسالك الغد الوليد حيث الأمل في أجل معانيه ، ولا توجد صحبة هي أرفع في عزتها وأكرم في دفئها من صاحب شفوق َيصدُقك ويُصدِقك ، وليس من معنى هو أشد جمالاً وحناناً من يدٍ ُتربت على كتفك وتشد على يدك .. هيا إليً يا من فقدت الأصدقاء والخلان ، ويا من ُفجعت في الأقارب والأخوان ، هيا إلي .. لا تبتئس .. لم ينته الأمر بعد .. فما زال لديك صديق .. مازال لديك رفيق .. أهملته فلم يجافيك ، أعرضت عنه ودوماً هو ملاقيك .. أما زلت تجهله وهو منك قريب ؟ إنه أنا ..عاصرت إخفاقاتك فلم أتخل عنك .. وشهدت بعض من نجاحاتك فلم أطالبك بمغنم أو ثمن .. أغتم لحزنك .. وأحلق فرحاً لحبورك .. وأكون أكثر طفولة منك وأنت تحدق في المرآة وتلهو بأشياءك الصغيرة كما الأطفال .. ألم تعرفني بعد ؟؟ ثم مداعبة .. هل تصالحني .. وتعاود إستكشافي .. وتعتذر إلي .. وتبكي من فرط تقصيرك معي ، وإعراضك عني .. ثم بلهجة المتحدِ .. دعني أسائلك .. ماذا قدم لك أصدقاؤك ومحبوك أو من يزعمون أنهم كذلك .. هل رقوا لضعفك .. هل شاركوك ملماتك .. وما هو الثمن الذي دفعته .. أكان باهظاً يجاوز حدود قدراتك .. هل سئمت ضجيجهم .. وإقتحامهم لأسوار حياتك .. وكيف حالك إذا نسوك وتناسوك .. ثم بنبرة مشفقة .. رققت لحالك فلم أكلفك أمراً يضنيك .. وما أردت منك يوماً مغنماً .. أتذكر! لقد كنت شريكة لك في أيام بؤسك ولم تذكرني يوماً في دروب سعدك .. قلت لك ربما ستعود يوماً .. ولما أبطأ بك حالك ، وتثقالت إلى الأرض أحمالك .. قمت بإستنهاضك ، ورفعت بروحي صرحاً لهاماتك .. ما يئست من تقصيرك .. بل وتنازعتني فيك كل مشاعر الأمل الممزوج بمرارة هي أشد من الصبر ، فنحيت عنك مرارة الكأس ، وصفيت لك كأساً رقراقا .. فما إرتشفت منه إلا قليلاً .. فلما أنت صامت الآن ؟ أصمت الحكمة تراك أم صمت اللا فكرة ؟ أخالك مازلت تجهلني .. حسناً .. حسناً ..هل أعاود تذكيرك بأمري ، ولكن كيف وما أمري وأمرك إلا سواء بسواء .. ثم متوددة .. أما زلت تذكر وداعة الأرانب ، وخفة الطيرالباحث دوماً عن وكر ..والخضرة التي كثيراً ما تبدت في عينيك .. أم تراني أذكرك بالنخل الباسق وجدول الماء الهادر .. وذاك المنزل القابع على أطراف أحلامك .. وتلك الشجرة التي تداعب بأغصانها خيالاتك .. أما زلت تحنو على أغصانها وتربت بدفء لا يخلو من حسرة على ما سقط من أوراقها .. يا لسوء ذاكرتك يارجل .. لم أعهدك كذلك .. ماذا دهاك .. هل تخليت عن الحلم .. أم تراك إرتديت أثواب الوهم .. ؟ ... يا عزيزي أفق .. إنني أنا نفسك .. أنا ذاتك .. أنا أنت
يُتبع

أرشيف المدونة

زوار المدونة

أون لاين


web stats
Powered By Blogger

مرات مشاهدة الصفحة