بوسعك التبسم إن أردت أن لا يلحظ أحد عليك ضحكاتك ، ويمكنك الإمتعاض بدلا ً من البوح برفضك أو إستهجانك ، وسيكون لك الأنين أفضل ألف مرةٍ من تألم صريح يجر عليك التشفي أو الرثاء ، وربما كان من المجدي لك أن ُتلقم فمك حجر بدلاً من أن تلقيه على عدو متربص تخشى بطشه وغدراته ، ومن الجائز أن يدك قد خانتك غير مرة فصوبتها إلى أقرب جدار أو مرآة حمام بدلاً من أن تصوبها إلى بعض من الوجوه الكالحة التي رأيتها في حياتك ، وإذا كنت ممن يهوون كرة القدم فلربما كانت قدمك اليمنى أو اليسرى – كيفما إتفق – كثيراً ما أطاحت بحصىً وحجارة من الطريق وتمنيت لو أنها كانت بمرمي خصومك وأندادك ، وقد تكون لذت بالصمت مرة أو مرات في مواضع كان يتحتم عليك فيها البيان والتبيين ، كل هذا وأكثر من الجائز حدوثه ، ولكن هل فكرت مرة لما كانت هذه خياراتك ؟
قبل أن تجيب وتقفز إلى إستنتاجات متسرعة دعني أدلي لك أولاً برأيي حول هذا الموضوع ، فأنا شخصياً أميل إلى أهمية رمزية الأفعال ودلالتها في العلاقات الإنسانية والإجتماعية ، ولربما كانت هذه الرمزية أحياناً دليل عقل وحسن تصرف ، كما قد تكون في أحيان أخرى دليل طيش جامج ونزق غير محمود العواقب ، فالتعبيرات الحركية لأحدنا - لاسيما العاقلة منها - يكون لها من الوقع ما لا تقوى الكلمات على إيصاله والتعبير عنه ، وتختلف هذه التعبيرات العاقلة بطبيعة الحال بالنظر إلى مقدار الثقافة التي حصلتها ، ومستوى ذكائك ، وكم الخبرات التي تراكمت عبر سني حياتك ، وإن كان هذا لا يمنع من قيام أحد الأفراد المحسوبين على تيار ثقافي رفيع من الإتيان بتعبيرات حركية لو صحت نسبتها إليه لكان حري به أن يكون خلف القضبان .
ورد بالقرآن الكريم ذكر كثير من التعبيرات الحركية والإيحائية فهناك من ( عبس وتولى ) ، وهناك من ( أعرض ونأى بجانبه ) وهناك من ( إذا جاء الخوف رأيتهم ينظرون إليك تدورأعينهم كالذي يغشى عليه من الموت ) وهناك من ( عبس وبسر ) ، وعلى كل حال فنظراتنا ، وتقطيبة جباهنا وإنبساطها ، وحركات شفاهنا ، وتكوير أصابعنا ، وإعراضنا وإقبالنا لرموز في حد ذاتها وردود أفعال ذات دلالة عميقة تترجم بعفوية ما يعتمل في نفوسنا من مشاعر وخواطر ، وتتابين قوة هذه الدلالات من حيث الشكل والمضمون بالنظر إلى المدى الذي أحدثته للتعبيرعما نريد ، وتتحكم فطرتنا ومدى إمساكنا بزمام أنفسنا في أي من التعابير نريد إن كان لدينا أكثر من خيار يمكن إستخدامه ، فإذا كان لدينا خيارات عديدة يوماً ما فلنبادر إلى أرقها وأجملها ولنمسك عن أخسها وأقبحها .
فلئن تشيح بوجهك مثلاً عن أحدهم لهو خير لك من أن تمطره بصوت خفيض بوابل من قاموس شتائمك العامر ، ولئن أطرقت رأساً خجلاً دون أن تهتز جفونك فإنك بهذه المثابة إنما ُتسدي عميق الإعتذار والتأسف لما بدر منك بدلاً من تجابه ندك بالقول له لما لا تذهب إلى الجحيم ؟ وإن أطحت بيدك في الهواء غضباً عندما ترى صورة زعيم بلدك على شاشة التلفاز لهو أفضل كثيراً ربما من أن تملأ الشاشة ببصاقك ، وفي ذات السياق فإن وردة بيضاء اللون تلقيها بحنان على فراشك زوجتك لرسالة جديرة بالإعتبار على الرغم من كونك تعلم بأنها لا تعي مغزي الورود ولا دلالة الألوان ، فلا تحدثك نفسك الأمارة بالسوء بأن هذه المرأة يستوي عندها الأمر إن وضعت لها وردة أو وضعت سكين ، فلتضع الوردة إذن يا عزيزي وتترك لها خيار أن تقوم هي لاحقاً برميها في سلسلة المهملات كالعادة .
وقد يختلط عليك مفهوم الرمزية ودلالته فتعتقد أن كل ردة فعل تأتي بها هي بمثابة رسالة أو رمز لطرف ما ، وهي وإن كانت في الحقيقة كذلك فإنها قد تكون أحياناً دليلاً على حمقك المستعر ورداءة تواصلك مع الأغيار ، وإلا فقل لي لما تبادر إلى تحطيم جهاز هاتفك المحمول وإفراغ أحشائه ونثره من حولك بغل ٍ لمجرد أن أحد أزراره لا يعمل بصورة طيبة ؟ ولما تلكم شاشة حاسوبك بقيضة يدك حال تباطؤه في الإستجابة لطلباتك السخيفة أو حال توقفه فجأة عن العمل ؟ وما ذننب أربطة حذائك إن أبت الإفتكاك فبادرت بهوس ٍإلى تمزيقها وتوزيع أشلائها هنا وهناك ؟ فإن كنت من الصنف الأول من الناس ممن يرمزون برقة فهنيئاً لك ، وإن كنت من الصنف الثاني فتأبى المهادنة وتقبل على المجابهة كيفما كانت فلا شك عندي أنك بحاجة إلى الكشف على قواك العقلية ، وإن كنت تنهل من الصنفين معاً فتأتي بالغث والسمين ، رقة حيناً وغلظة حيناً آخر ، فلا مراء عندي كذلك أن تحليل حمضك النووي سيكون لك ضرورة ملحة لترى بنفسك إلى أي كائنات الأرض أنت أقرب وأشبه ... ولا أبرئ نفسي .
قبل أن تجيب وتقفز إلى إستنتاجات متسرعة دعني أدلي لك أولاً برأيي حول هذا الموضوع ، فأنا شخصياً أميل إلى أهمية رمزية الأفعال ودلالتها في العلاقات الإنسانية والإجتماعية ، ولربما كانت هذه الرمزية أحياناً دليل عقل وحسن تصرف ، كما قد تكون في أحيان أخرى دليل طيش جامج ونزق غير محمود العواقب ، فالتعبيرات الحركية لأحدنا - لاسيما العاقلة منها - يكون لها من الوقع ما لا تقوى الكلمات على إيصاله والتعبير عنه ، وتختلف هذه التعبيرات العاقلة بطبيعة الحال بالنظر إلى مقدار الثقافة التي حصلتها ، ومستوى ذكائك ، وكم الخبرات التي تراكمت عبر سني حياتك ، وإن كان هذا لا يمنع من قيام أحد الأفراد المحسوبين على تيار ثقافي رفيع من الإتيان بتعبيرات حركية لو صحت نسبتها إليه لكان حري به أن يكون خلف القضبان .
ورد بالقرآن الكريم ذكر كثير من التعبيرات الحركية والإيحائية فهناك من ( عبس وتولى ) ، وهناك من ( أعرض ونأى بجانبه ) وهناك من ( إذا جاء الخوف رأيتهم ينظرون إليك تدورأعينهم كالذي يغشى عليه من الموت ) وهناك من ( عبس وبسر ) ، وعلى كل حال فنظراتنا ، وتقطيبة جباهنا وإنبساطها ، وحركات شفاهنا ، وتكوير أصابعنا ، وإعراضنا وإقبالنا لرموز في حد ذاتها وردود أفعال ذات دلالة عميقة تترجم بعفوية ما يعتمل في نفوسنا من مشاعر وخواطر ، وتتابين قوة هذه الدلالات من حيث الشكل والمضمون بالنظر إلى المدى الذي أحدثته للتعبيرعما نريد ، وتتحكم فطرتنا ومدى إمساكنا بزمام أنفسنا في أي من التعابير نريد إن كان لدينا أكثر من خيار يمكن إستخدامه ، فإذا كان لدينا خيارات عديدة يوماً ما فلنبادر إلى أرقها وأجملها ولنمسك عن أخسها وأقبحها .
فلئن تشيح بوجهك مثلاً عن أحدهم لهو خير لك من أن تمطره بصوت خفيض بوابل من قاموس شتائمك العامر ، ولئن أطرقت رأساً خجلاً دون أن تهتز جفونك فإنك بهذه المثابة إنما ُتسدي عميق الإعتذار والتأسف لما بدر منك بدلاً من تجابه ندك بالقول له لما لا تذهب إلى الجحيم ؟ وإن أطحت بيدك في الهواء غضباً عندما ترى صورة زعيم بلدك على شاشة التلفاز لهو أفضل كثيراً ربما من أن تملأ الشاشة ببصاقك ، وفي ذات السياق فإن وردة بيضاء اللون تلقيها بحنان على فراشك زوجتك لرسالة جديرة بالإعتبار على الرغم من كونك تعلم بأنها لا تعي مغزي الورود ولا دلالة الألوان ، فلا تحدثك نفسك الأمارة بالسوء بأن هذه المرأة يستوي عندها الأمر إن وضعت لها وردة أو وضعت سكين ، فلتضع الوردة إذن يا عزيزي وتترك لها خيار أن تقوم هي لاحقاً برميها في سلسلة المهملات كالعادة .
وقد يختلط عليك مفهوم الرمزية ودلالته فتعتقد أن كل ردة فعل تأتي بها هي بمثابة رسالة أو رمز لطرف ما ، وهي وإن كانت في الحقيقة كذلك فإنها قد تكون أحياناً دليلاً على حمقك المستعر ورداءة تواصلك مع الأغيار ، وإلا فقل لي لما تبادر إلى تحطيم جهاز هاتفك المحمول وإفراغ أحشائه ونثره من حولك بغل ٍ لمجرد أن أحد أزراره لا يعمل بصورة طيبة ؟ ولما تلكم شاشة حاسوبك بقيضة يدك حال تباطؤه في الإستجابة لطلباتك السخيفة أو حال توقفه فجأة عن العمل ؟ وما ذننب أربطة حذائك إن أبت الإفتكاك فبادرت بهوس ٍإلى تمزيقها وتوزيع أشلائها هنا وهناك ؟ فإن كنت من الصنف الأول من الناس ممن يرمزون برقة فهنيئاً لك ، وإن كنت من الصنف الثاني فتأبى المهادنة وتقبل على المجابهة كيفما كانت فلا شك عندي أنك بحاجة إلى الكشف على قواك العقلية ، وإن كنت تنهل من الصنفين معاً فتأتي بالغث والسمين ، رقة حيناً وغلظة حيناً آخر ، فلا مراء عندي كذلك أن تحليل حمضك النووي سيكون لك ضرورة ملحة لترى بنفسك إلى أي كائنات الأرض أنت أقرب وأشبه ... ولا أبرئ نفسي .