2011/02/28

(1) هوى الإستبداد .. شرقي السمات



مفاهيم أولية !


الشرق .. ما الشرق ؟

مهبط الرسالات ، منبت الأنبياء ، محشر الخلق .

بيت حكمة الأقدمين ، مهد الفلسفات والرياضات الروحية .

مستودع كل عقيدة شاذة ، منه تبزغ شموس الإستبداد ، ولا تأفل عنه نجوم الطغيان .

مادة خصبة وثرية لمريدي الفنون غير النبيلة ، مستقر الطغاة عبر السنين .

*****

طالعت أرفف مكتبتي بعد التجديد والترتيب والتصنيف ، فوجدت الكتاب الذي تمنيت أن أقرأ عن موضوعه سنين طوال .. كتاب ضمن سلسة كتب كنت أوصي دوماً بشرائها أثناء رحلة عملي بالخارج ، وبعدما عدت بعد قرابة الثمانية عشر عاماً وجدت كنزاً حقيقياً من شتى المعارف والعلوم والآداب ، تناولت كتاب من بين هذه الكنوز فوجدته يرسى لدي المفاهيم الأولية السابقة بل زاد عليها وبنى فوقها بسرد بالغ الحرفية والمنهجية من قبل كاتبه الأريب .. كتاب في الواقع لم تنقصه الأمانة العلمية ولا دقة المراجع العديدة التي جرى الإستناد إليها ، وقبل أن أتابع مع القارئ العزيز بعض من فصول هذا الكتاب أؤكد أن ما سيجرى سرده ليس بالضرورة ذات عبارات الكتاب ولا رأي صاحبه ، بينما سيتم التنويه عن أي عبارة مقتبسة بالنص مسبوقة بعبارة ( وقال الكاتب أو المؤلف ونحوهما ) ، ذلك أن القارئ عندما يتناول كتاباً ما قراءة ً أو بحثاً أو تمحيصاً ينبغي ألا يقف حائلاً بينه وبين عقله ونفسه ، بل عليه أن يترك لهما العنان وعليه أن يقف على الأثر الذي وقع بنفسه لا كما قد وقع بالضرورة في نفس كاتبه ، فيشهد عليه عقله ونفسه ، فللقارئ أن يتفاعل مع النص المقروء ويسكب عليه متى دعت الضرورة إلى ذلك بعض من تجاربة الذاتية ومشاهداته وخبراته وأرائه التي إكتسبها من هنا وهناك شريطة الإشارة إلى ذلك والتنبيه عليه حفظاً للنص الأصلي وإحتراماً لقلم كاتبه الأول .


أما هذا الكتاب الذي أقدم فله فهو بعنوان (الطاغية ... دراسة فلسفية لصور من الإستبداد السياسي ) من تأليف الأستاذ الدكتور إمام عبد الفتاح إمام – صدر في الأول من مارس 1994 ضمن سلسلة عالم المعرفة التي يصدرها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بدولة الكويت .. ويقع هذا الكتاب في مقدمة قصيرة وأربعة أبواب رئيسية على النحو التالي :-

الباب الأول : في فلسفة السلطة .

الباب الثاني : صورتان للطاغية في الفلسفة اليونانية .

الباب الثالث : الطاغية يرتدي عباءة الدين .

الباب الرابع : فرار من الطاغية .

وقد إخترت قراءة هذا الكتاب في هذه الآونة تحديداً ربما لتزامنها مع تهاوي بعض من أنظمة الإستبداد والطغيان في عالمنا العربي لعل - كما قال ناشر الكتاب - العرض لنماذج من الطغيان عبر التاريخ ولبعض من النظريات الفلسفية التي تفسره من شأنه أن يقترح حلاً بسيطاً يمكننا من الإفلات من قبضته الرهيبة وهو الإيمان الحقيقي بالديمقراطية والسعي الجاد إلى تطبيقها .

ُيتبع

أرشيف المدونة

زوار المدونة

أون لاين


web stats
Powered By Blogger

مرات مشاهدة الصفحة