2018/07/13

والتانجو إذا حكى !



بقلم : ياسر حجاج


ما وددتُ يومًا أن أكون شاهدًا على عراكٍ إلا هذه المرة
يا إلهي !! كيف تمكنتُ من المحافظة على رباطة جأشي حتى النهاية !!
إشتباك بين متناظرين ، ساحته يحدُها الجمال من كل الجهات
مع وعدٍ منهما بأن تبلغَ الدهشةُ منتهاها ، وينل العُجب غايته

الشيلو والجيتار ، رسولا الجمال ، ومبعوثا الدلال
يتسع الأفقُ ، وتخبو الأضواء ، ويعمل السلم الموسيقى كما لم يعمل من قبل
لا يوجد هنا وقت مُستقطع أو جلسات إستراحة ، ولا حتى هدنة لإلتقاط الأنفاس
طوبى لأصحاب الرهافة ، وذوي العقول المُذهبة
والأنفس التواقة لمعاينة حبس الأنفاس حتى اللقطة الأخيرة
رأيتُ كيف تنساب الروح وتتخدر الأطراف
حتى إذا جاء مشهد الختام ، وددتُ أن لو بقيتُ الستائر دون سُدول 
ولمَ لا ؟ أليست هذه هي المباراة التي يفوز فيها الجميع ؟

2018/07/12

كرواتيا .. أي حلم !!


بقلم : ياسر حجاج
يبدو أن محركات البحث على الإنترنت قد عملت بأقصى طاقتها ، لتلبية طلبات المستخدمين الباحثين عن ماهية تلك الدولة البازغة ، التي يحتل إسمها الآن صدارة نشرات الأخبار والمواقع العالمية ، بعد الأداء المبهر لفريقها الوطني لكرة القدم في مونديال روسيا 2018 .


قد تتفاجىء أنه لا توجد معلومات إستثنائية أو خاصة عن هذه الدولة ، تُبرر كل هذا الإهتمام الإعلامي غير المسبوق ، وذاك الإحتفاء الشعبي الحار في أرجاء المعمورة ، وهذا على أي حال دأب الناس في كل مكان ، إذ ينظرون بكثير من الإكبار والإحترام لأولئك البسطاء ( دولًا وأفرادًا ) وهم يرونهم يشقون طريقهم صوب الشمس ، متجاوزين الكبار في تحدٍ ينتزع الآهات ، رغم جبروت كل الأيقونات العتيقة ، كالإسم والتاريخ والجغرافيا والإقتصاد .

لقد بلغ الإنسان منا شأوًا عظيمًا جدًا ، إذ تغيرت - على نحو جادٍ - نظرته للحياة ولكل أنماطها الكلاسيكية المعتادة ، فما عاد يركنُ إلى العزف القديم ، على أوتار حضارة منصرمة ، أو مجد إمبراطوري بالٍ ، وما عادت تغير قناعاته كل المزركشات المعاصرة بتراكيبها المبهرة .
نعم بات الإنسان أكثر وعيًا من ذي قبل ، وصار - رغم كل الصعوبات التي يحيا في ظلها - يُبدي الدعم اللازم للبسطاء ، ويرجو - من صميم روحه - أن تُصادف ثلة المهمشن حظوظًا أفضل من ذي قبل ، والحقيقة أن كل تعاطف نالته هذه الدولة من مشجعي كرة القدم حول العالم ، لهو دليل لا يُستهان به ، أن الإنسان رغم كل شيء ، تحيطه المشاعر النبيلة ، ولا تعوزه سوى الأمثلة الصادقة والجادة ، لتتدفق هذه المشاعر إلى مسارها الذي تستحقه .

أتت رئيس هذه الدولة ، السيدة / كوليندا كيتاروفيتش ، لتضيف للمشهد بعض من السحر والدلال ، من خلال دعمها اللا محدود للاعبي بلدها ، غير آبهة بقواعد البروتوكول الباردة ، فكان حضورها الحار وإطلالتها البديعة ، محل إعجاب الجميع شرقًا وغربًا .
كل التحية لهذه الدولة وحكومتها ورياضييها ، وكل التحية للبسطاء في هذا العالم ، الذي رأوا في هذا النموذج الجدير بالإحتذاء ، ما يؤكد ما وقر في ضميرهم ، من أنه لن يصح في النهاية سوى الصحيح .
ولا يفوتنا في هذا المقام ، أن نقدم خالص التعازي لأحلامنا وطموحاتنا وآمالنا ، التي رجوناها لبلادنا وأنفسنا وأهلينا وأولادنا وأحفادنا ، بعد أن قتلتها - عن عمدٍ - جوقة الحمقى التي تعزف الآن في أوطاننا ، معزوفة الختام لبلدان ، كان مُقدر لها النهوض ، فإذا بها الآن ، تصارع من أجل البقاء !!

أرشيف المدونة

زوار المدونة

أون لاين


web stats
Powered By Blogger

مرات مشاهدة الصفحة