بقلم: ياسر حجاج
من وقتٍ لآخر، تخوضُ الإنسانيةُ اختبارات عسيرة، وتُصبح دولة القانون على المحك، ومع قلةِ الدول التي تتجاوز هذه المِحنة بديمقراطيتها الراسخة، ونظامها القضائي المُستقل، وأحكامه غير المُسيسة، تبقى هناك دولًا وأنظمة حكم لا يتمتع مواطنوها سوى بالحق في التلفظ بالعبارة الأخيرة التي تلفظ بها جورج فلويد (لا أستطيع التنفس) !
من وقتٍ لآخر، تخوضُ الإنسانيةُ اختبارات عسيرة، وتُصبح دولة القانون على المحك، ومع قلةِ الدول التي تتجاوز هذه المِحنة بديمقراطيتها الراسخة، ونظامها القضائي المُستقل، وأحكامه غير المُسيسة، تبقى هناك دولًا وأنظمة حكم لا يتمتع مواطنوها سوى بالحق في التلفظ بالعبارة الأخيرة التي تلفظ بها جورج فلويد (لا أستطيع التنفس) !
لا أدري كم "جورج فلويد" يعيش في شرقنا الأتعس، ذاك الذي لا يطالبُ بحقوقه كانسان، ولا يُبدي رغبةً أكيدة في التعبير عن رأيه، ولا تراوده أفكارًا مريبة كالحق في الرقابة وشفافية المعلومات، وكفالة العدالة، وإقرار المساواة في توزيع الفرص والثروات وحتى الآلام.
مشكلةٌ عميقةٌ جدًا، أن تكون رغبتك الوحيدة في الشرق أن تتمتعَ فحسب بالحق في التنفس، على الرغم من أن الكثيرين في هذا الشرق أيضًا يعتبرون هذا الحق البسيط، أمرًا مُستفزًا لمشاعرهم، بل ويرونه حتى أكبر من قدرتهم على تلبيته أو إتاحته لك! كثيرًا ما أتوقف حول أراء بعض الصينيين القدماء الذين كانوا يعتبرون أنهم لم يُخلقوا قط، إلا من أجل أن يجروا عربة الإمبراطور!
هنا فقط وعبر منصة التواصل هذه نستطيع "التنفس" ولربما حتى حين، إلا أن يأتيَ اليومُ الذي قد يُصبح فيه هذا الحق "الرقمي" غير متاحٍ، في عالمٍ يراه الكثيرون "إفتراضيًا" وعليه فإن الرسالة التي تحرصُ دولة "اللا قانون" على أن تصلك واضحة وبلا غموض، هي أنك إذا أردتَ الموت، فليكن ذلك في صمت، فمجرد التنفس بات حقًا غير متاحٍ للجميع!
فلتجُروا عربة الإمبراطور في صمت!