

بعد هذه المقدمة إستهللت حديثي إلى صديقي وزميلتي وقلت لهما أنه وبإنتهاء هذه الحادثة تم تدشين أحد أكثر الخلافات شدة وحدة بين المسلمين ربما طوال تاريخهم ، الأمر الذي أدى إلى تقسيمهم إلى مدرستين .. واحدة للصحابة ، وأخرى لآل البيت .. وكأنه لا جامع بين المدرستين في حين أنهما قد نهلا معاً من نبع النبوة الصافي ، ثم أتت محنة الإمام الحسين وبعض من آل بيته - رضوان الله عليهم - لتزيد من حدة الخلافات وُتعمق وُتجذر إلى أبعد حد دعائم كل من المدرستين سالفتي الذكر ، وإستطردت أنه لا توجد جماعة بعينها ولا مذهب بذاته يستطيع أن يدعي أنه يملك وحده الحقوق الحصرية لحب وموالاة النبي وآل بيته الطيبين الطاهرين ، فالمسلمين جميعهم مأمورون بذلك ، وأردفت أنه مهما إختلفت التأويلات والتفسيرات فيمن تقدم للخلافة وفيمن تأخرعنها ، فإن ذلك لا ينبغي أن يكون محلاً لخلاف المسلمين ، فالبحث عن نقاط الإلتقاء أفضل كثيراً من تصيد نقاط الإفتراق ، وأن المذهب الشيعي لم يتجاوز للآن حادثة السقيفة وظل – بعد أربع عشرة قرناً – يرنو إليها بكثير من الألم والشجن ، وُيرجع إليها وحدها ربما سبب الأزمات التي تعيشها الأمة إلى يومنا الراهن ، وأن مسائل كالولاية والخلافة والإمامة والوصية والوراثة تعد الأكثر ألقاً وبريقاً في مسبحة الفكر الأصولي الشيعي وبدونها فإن حبات هذه المسبحة تنفطر واحدة تلو الأخرى وبالتالي فقد لا يجد المذهب الشيعي ما يقوم عليه ، وأضفت أن المذهب الشيعي لم يتجاوز أيضاً محنة الإمام الحسين بن علي وآل بيته – رضوان الله عليهم – ويرون فيها عاملاً إضافياً من عوامل التشرذم التي حلت وتحل بالأمة ... ثم سألتهما معاً : هل الشخصية أو النفسية الشيعية عموماً تفضل العيش في هذا الماضي الذي ولى برجاله وأحداثه عن أن تواجه حقائق الواقع ؟ وبالتالي فهل هي شخصية أو نفسية ذات إكتئاب مزمن ؟