طائر النهضة الحزين |
إذا كانت لديك رخصة لقيادة
سيارة ، فهذا لا يعني على الإطلاق أنك ستكون قادراَ على قيادتها بشكل آمن ومثالي ،
ذلك ان حملك هذه الرخصة لا يعدو كونه قرينة بسيطة أو مؤشر معقول على إمكانيتك في القيام
بذلك ، وكون منزلك العامر يحتوي على عدد من الكتب والمراجع أو حتى الصحف ، فإن ذلك
أيضاً لا ينبئ بالضرورة على أنك ستعي ما تقرأ ، وإنما هو بداية معقولة لتشكيل أولي
ومبدئي لملكاتك الذهنية ، وقد ينتهي هذا التشكيل بأن تصبح كائناً عاقلاً ومتزناً
وذا رأي معقول في كل ما يدور حولك ، وقد ينتهي بك الأمر إلى ما دون ذلك ، فتعمد
إلى وضع كتبك ومراجعك في مكتبة على الحائط المقابل لمدخل غرفة الصالون لتقع عليها عيون
الزائرين والضيوف فيحسبوك ذاك الرجل شديد الإطلاع ، غزير الثقافة ، وانت تعلم أنك
لست كذلك .
*****
عزيزي فخامة الرئيس .. لقد حصلت على رخصة لقيادة مركبة
الوطن عقب إنتخابات رئاسية تقول جماعتك ( المحظورة ) انها جاءت نزيهة ، ومن وقت حصولك
على هذه الرخصة ظننت أنت أنها رخصة لقيادة سيارة خاصة ، تقودها بالكيفية التي تراها
أنت وجماعتك ، دون أدنى مراعاة لقواعد السير أو الإنتباه إلى إشارات المرور ، بل ودون أدنى فهم أن القيادة وإن كانت حقاً
مشروعاً في ذاته ، فإن هذا الحق ليس منفلتاً من كل قيد ، ولا طليقاً من كل فهم ، فأراك
تنطلق بهذه المركبة بسرعتها القصوى في مواضع الزحام والتكدس ، وتُبطئ من سرعتها
إلى حد الملل في وقت كان يُنتظر منك فيه الإسراع والإنطلاق ، ناهيك عن جهلك
المفرط في كيفية التعامل مع المنعطفات والمنحدرات والنتؤات التي تحفل بها
الجغرافيا السياسية المصرية فيما بعد ثورة يناير 2011 .
عزيزي .. أنت تعلم وأنا أيضاً ، أنك
لم تكن الإختيار الأول لجماعتك ، ولم تكن فارسها المنتظر ، وأن الأقدار وحدها هي
من ساقتك ورمت بك على وجه هذا الشعب الكبير الذي لم يمنحك ثقة كبيرة ولا مطلقة ،
بل ثقة محدودة أدخلتك بالكاد من باب ضيق وقصير إلى قصر الحكم ، وبدلاً من أن تحاول
أن تغير من الصورة المتجذرة في نفوس الناس حيال جماعتك ومشروعها القائم على إحتقار
الدولة الوطنية سعياً وراء هلاوس الخلافة وخرافات التمكين ، رأيتك تؤكد للناس ما
كان محل يقينهم بالفعل ، بل وأضفت لهم أسباباً جديدة ومتجددة أنهم بالفعل كانوا
على حق في تخوفهم من صعود امثالك إلى حيث دفة الحكم بالبلاد .
عزيزي .. لا يكاد يمضي أسبوع حتى
يتأكد لي أن الرخصة التي بحوزتك قد تم منحك إياها من الباب الخلفي لجهة الإصدار أو
الترخيص ، والأمثلة على ذلك كثيرة ومتعددة ليس أقلها رغبتك المحمومة والمتوحشة في فض
بكارة دولة القانون من أساسها ، ليحل محلها قانون دولة المرشد وولي النعم ، وتشريعات
أرباب المعاشات بمجلس شورى جماعتك ، فضلاً عما نال الصحافة المكتوبة على أيدي صبية
مكتب الإرشاد المزروعين بمجلس الشورى ( المأمول حله بإذن الله ) وذلك من حيث التغييرات
في المناصب الصحفية بهدف إستبعاد او إقصاء بعض الأقلام التى لا تدور في فلك جماعتك
، هذا فضلاً عن تخبطك وعشوائيتك في معالجة قضايا الوطن والمواطنين ، ودعني أسألك هنا
.. ماذا تفعل بطاقم مستشاريك ومساعديك ؟ هل تستشيرهم بالفعل ؟ أم أنك تراهم
مناسبين أكثر لتزيين الأسوار الخارجية لقصر الإتحادية ؟ أو ربما مهيئون أكثر من
غيرهم للعب دور قطع الأثاث المتحركة ببهو القصر ؟
يا عزيزي .. إن حكومتك ( المهشمة المقندلة
) التي فشلت حتى في إقرار نظام لإغلاق المحلات التجارية مساءاً لا يمكن التعويل
عليها للنهوض ببلد بحجم مصر ، فأرجوك يا سيادة الرئيس أن تبادر بتسليم رخصة قيادتك
إلى الجهة التي أصدرتها لك ، قبل أن يتم سحبها منك لمخالفتك قواعد السير الآمن في
المحروسة .. بالمناسبة يا ريس قبل ما أمشي .. أخبار العملية ( نسر )
التي تقودها بنفسك في سيناء إيه ؟ عندك خبر ؟ .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق