ظلت العلاقة بين جماعة الإخوان المسلمون والحكومة المصرية محكومة بنظرية شعرة معاوية في كثير من الأحوال وهي النظرية القائمة على المحافظة على الشعرة التي تشد طرفي العلاقة ‘ فإن شدها طرف أرخاها الطرف الآخر وهي على كل حال نظرية سياسية بإمتياز ، تعلو فيها السياسة ربما على المبادىء والمواقف الأساسية والمبدئية لكل طرف ، وما أن قام بعض من شباب الأخوان بجامعة الأزهر بما سمي وقتها بإستعراض للقوة داخل حرم جامعة الأزهر عن طريق أداء بعض من التمارين شبه العسكرية حتى قامت الحكومة بقطع شعرة معاوية مع الأخوان بل وإقتلاعها من جذورها وهو ما تبدى من إعتقال عدد من الطلبة المشاركين في الإستعراض إضافة إلى عدد من كوادرها وأعضائها في مختلف المحافظات ، علاوة على تجفيف منابع تمويل الجماعة "المحظورة" عن طريق إغلاق عدد من الشركات والكيانات العائد ملكيتها لأفراد محسوبين على الجماعة وذلك بدعوى أن الإستعراضات المشار إليها تنبىء عن وجود ذراعاً عسكرية للأخوان تهدف إلى الإنقضاض على السلطة في الوقت المناسب الأمر الذي تنفيه الجماعة دوماً متعللة بأن الإستعراض لم يكن سوى تمارين رياضية فحسب ، يضاف إلى ذلك كم الرسائل السلبية التي أوصلتها الجماعة لكثير من فئات المجتمع المصري بهذه الإستعراضات شبه الميلشيوية ، أياً ما كان الأمر فلا الأخوان كانوا موفقين في إختيار التوقيت إن كانوا على علم بأمر هذه الإستعراضات ، ولا الحكومة كانت موفقة كذلك في ردة فعلها التي شابتها العصبية الأمر الذي يرجح معه أن الضرب تحت الحزام أصبح شعار المواجهة الحالية والمرتقب تصاعدها في الأيام المقبلة بين الطرفين بعد أن إنقطعت الشعرة التي حكمت العلاقة فيما بينهما لعقود .
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
موضوعات المدونة
- عندما يأتي المساء (127)
- أوراقي الصفراء (36)
- مقالات برمجية (16)
- قول من قول (11)
- مكاتيبي (9)
- القوارير (6)
- مصر الثائرة (6)
- الآتيليه (4)
- غفوات النفس (1)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق