بقلم : ياسر حجاج
- (الألف) لم يعد يعقبه (باء) .
- (والسين) تحولت إلى (صاد) .
- (والهاء) فرت إلى حيث (الواو) .
- وفي غفلة من الحساب إتفق البسط مع المقام على تبادل الأدوار .
- والزاوية القائمة باتت مائلة .
- وشبه المنحرف تاب فأناب فأصبح خطاً مستقيماً .
- ويساوي لم تعد تشكل ناتج لأي عملية حسابية .
إذا كنت تملك قدر ، ولو قليل من الإحترام لذاتك ، فإنه
يتعين عليك تبعاً لذلك ، أن تأخذ ما يعتبره الآخرون مسلماً لا نقاش فيه ، على أنه
على - العكس - سيظل مطروحاً ومعاداً للنقاش ، أخذاً ورداً مرة ومرات ، وأن المطلق
سيظل نسبياً ، حتى تكون الغلبة لأيهما ، وأن الخبر أياً كان مصدره ، سيظل متأرجحاً
بين الصواب والخطأ ، حتى يؤيد الدليل أحدهما ، فلم يعد بزماننا بقرات مقدسة ، ولا
حقائق حياتية مطلقة ، إلا ما كان معلوماً من الدين بالضرورة ، وخلاف ذلك فإن
الأقوال جميعها ستعتبر مرسلة ، لا ضابط لها ما لم تقم حقائق دامغة على صحتها .
إن إنتهاج سياسة من هذا القبيل ، سيُعلي من قدرك أمام
نفسك بحسبانك تتحرى وتدقق ولا تلعب بك الأحاسيس ، حارة كانت أم باردة ، فتطيح بك
كما تطيح بالرماد الرياح في يوم عاصف .
ربما تقول هذا الكلام وغيره ، وأنت تتحسس موضع لعقلك
وفهمك في زحام العقول المحيطة بك والمتخمة بالمعلومات والتحليلات والتنظيرات
المتعلقة بالثورة المصرية من حيث الأسباب والتداعيات ثم النتائج ، فإن بدأت مشاهد
الثورة بالنسبة لك خاصة في مرحلتيها الوسطى والحالية غاية قي الألتباس والغموض
أحياناً ، على الرغم من محاولات إظهارها كأنقى وأسمى ما تكون عليه الثورات في عصر
من العصور ، فلا بأس من محاولة تجربة ( الفلترة ) على سيل المعلومات الذي يهطل
عليك كما المطر ، فتعيد تشكيل وعيك بإستخلاص الرأي الذي تراه أقرب إلى الصواب ،وإن
بدا منفرداً أو متفرداً عن سلسلة الأراء المحيطة بك وإن كثرت ونمت وربت .
وليكن معلوماً لك أنه لا توجد فضيلة كبرى أن تحلق
دائماً ضمن سرب الطيور ، فتطير حيث يرغبون وتحط حيث يريدون ، كما لا توجد فضيلة
كبرى أيضاً في أن تظل في حالة تحليق أو مسير منفرد على الرغم من عدم وجود ضرورة أو
منطق ظاهر لذلك ، وأعترف لكم أنني بطبعي لا أحب التحليق ضمن سرب ، ولا أجيد العمل
ضمن مجموعة ، ولا أحبذ فكرة أن أكون ترساً ضمن آلة كبيرة ، لذلك لم أكن أبداً
عضواً بحزب أو حركة أو جماعة مهما كانت جاذبية لافتاتها وعنوانيها العريضة ، إنما
أجد نفسي دائما خارجاً عن إطار الصورة ، لذلك سترونني غير قابل للأفكار النمطية
ولا الرؤى سابقة التجهيز ، وليس لدي ذاك الإيمان العميق ، بأنه ليس في الإمكان
أبدع مما كان ، فالصورة بالنسبة لي ستظل ملتبسة وقليلة أو عديمة النبض ، طالما
كانت هالة الضوء المحيطة بها أقل مما يجب ، وساعة أن يعود حرف (الباء) تالياً لحرف
(الألف) ، ويبقى البسط بسطاً والمقام مقاماً سأعود للتحليق مع الجميع ، ولربما
أرجع للعمل ضمن فريق ، وللحديث
تتمة .
هناك تعليقان (2):
عيدكم مبارك وأيامكم سعيدة وكل عام وأنتم بألف خير..
إلى سراج
تحية وسلاماً ، وتقبل الله طاعتكم وكل عام وأنتم بخير .
إرسال تعليق