على المستوى الشخصي لا توجد لدي أدنى مشكلة في
أن يظهر الرئيس المصري / د. محمد مرسي ممتطياً صهوة جواد جموح على غلاف مجلة
أكتوبر المصرية الحكومية في عددها الأخير ، بشرط أن يكون ذلك في باب ( الكاريكاتير
الساخر ) أو مصاحباً لزاوية بعنوان ( صدق أو لا تصدق ) ، لكن أن يُصور الجواد الذي
يمتطيه الرئيس على أنه جواد الثورة ويأتي ذلك على الغلاف الأمامي للمجلة فذلك أمر
أشق على النفس من أن تمرره ببساطة أو تستوعبه هكذا بسهولة ، فالقاصي والداني يعرف
الدور المتأخر لمشاركة الإخوان في الثورة المصرية ، بل كانت قياداتهم من المتحفظين
على المشاركة فيها إبتداءاً ، لكن حينما بدا يلوح في الأفق أن الثورة بالغة مرادها
لا محالة نزل الإخوان إلى الميادين والشوارع لحصد المكاسب وجني الثمار في غفلة من
الثوار الحقيقيين .
إن جواد
الثورة الذي يمتطيه الرئيس في الصورة المبينة أعلاه لا يمكن النظر إليه – على
الأقل بالنسبة لي – إلا في إطار الجريمة المنظمة التي تستهدف إظهار الأمور على غير
حقيقتها التي يعرفها الجميع ، كما أنها لا تعدو أن تكون سوى إضافة مساحيق تجميلية رديئة
سينبلج الوجه الحقيقي لصاحبها إن عاجلاً أو آجلاً ، أو كما يقول ويليام شكسبير
أديب الإنجليزية الأكبر أن الخنزير لو إستخدم أفخر أنواع أحمر الشفاه فإن هذا لن
يغير من حقيقة كونه خنزيراً .
هذا تعليق بسيط على صورة مقززة تُسارع من وتيرة
سقوط الأوراق التي تغطي سوءات الجماعة وما أكثرها من سوءات .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق