يبدو أن حركتي فتح وحماس كانتا بحاجة لنفحة روحية بجوار بيت الله العتيق بناء على دعوة أو إستدعاء عاجل من العاهل السعودي لوقف الإقتتال الداخلي فيما بينهما والإتفاق على كلمة سواء ولو لمرة واحدة فيما بينهما ، والغريب في الأمر هو السرعة العجيبة التي أنتجت إتفاقاً وصف بالتاريخي لا يزيد في بنوده عن ذات البنود التي كانت محل حراك ونقاش سياسي لأشهر طويلة بين كافة الفصائل الفلسطينية ذاتها قبل هذه الدعوة وهو الحراك الذي لم ينتج سوى تصفية متبادلة لعناصر الطرفين وإتهامات متبادلة بالإرهاب والتخوين ، إذن فما هو الفارق ؟ وما هو السر في الإختلاف بينهما بأولى القبلتين لأشهر طويلة ثم معاودة إتفاقهما بثاني القبلتين في أيام معدودات ؟ هل هو عبق المكان ورمزيته في نفوس المسلمين والذي تتضاءل بحضرته كل الخلافات وتذوب بجواره كافة الأزمات فهوت أفئدة الجميع إليه ؟ الأكثر من ذلك أن مكة لم تكن فقط شاهدة على هذا الإتفاق بل كانت حاضرة كذلك لصدور أمر رئاسي من رئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن لرئيس وزرائه إسماعيل هنية بإعادة تشكيل الوزارة ، وربما ولولا الحرج لكان تم إستدعاء الوزراء الجدد لحلف اليمين هناك أيضاً ، ودعوة المجلس التشريعي الفلسطيني برمته للمصادقة على حكومة الوحدة الجديدة ، على كل حال فكل دعوة للوئام بين الفلسطينيين هو دعوة محمودة ومسلك جدير بالتقدير من أصحاب الضيافة الذين لا نشك بنواياهم فالله أعلم بالسرائر .
2007/02/13
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
موضوعات المدونة
- عندما يأتي المساء (127)
- أوراقي الصفراء (36)
- مقالات برمجية (16)
- قول من قول (11)
- مكاتيبي (9)
- القوارير (6)
- مصر الثائرة (6)
- الآتيليه (4)
- غفوات النفس (1)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق