- ويقول كيف يميل مثلك للظبا وعليك من عظم المشيب عذار
- والشيب ينقص في الشباب كأنه ليل يصيح بعارضيه نهار
ومر رجل به شيب بإمرأة عجيبة الجمال فقال : يا هذه إن كان لك زوج فبارك الله لك فيه ، وإلا فأعلمينا فقالت كأنك تخطبني ، قال نعم ، فقالت إن في عيباً ، قال وما هو ، قالت شيب في رأسي ، فثني عنان دابته مولياً عنها ، فقالت على رسلك فلا والله ما بلغت عشرين سنة ، ولا رأيت في رأسي شعرة بيضاء ، ولكني أحببت أن أعلمك أني أكره منك ما تكره مني فأنشد يقول
- رأين الغواني الشيب لاح بمفرقي فأعرضن عني بالخدود النواضر
- فقهقهت ثم قالت من تعجبها تكاثر الغش حتى صار في الشعر
- تبسم الشيب بوجه الفتي يوجب سح الدمع من جفنه
- وكيف لا يبكي على نفسه من ضحك الشيب على ذقنه
وقد قيل في شأن الكبر والشيب كان الرجل فيمن قبلكم لا يحتلم حتى يبلغ ثمانين سنة ، وقال إبن وهب إن أصغر من مات من ولد آدم كان عمره مائتي سنة ، فبكته الأنس والجن لحداثة سنه ، وقال الشعبي الشيب علة لا يعاد منها ومصيبة لا يعزى عليها ، ويقول إبن عباس رضي الله عنهما من أتى عليه أربعون سنة ثم لم يغلب خيره على شره فليتجهز إلى النار ، ويقول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم يقول الله تعالى وعزتي وجلالي وفاقة خلقي لي إني لأستحي من عبدي وأمتي يشيبان في الإسلام أن أعذبهما ، ثم بكى فقيل له ما يبكيك يا رسول الله قال أبكي ممن يستحي الله منه وهو لا يستحي من الله
أسال الله لي ولكم حسن الخاتمة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق