هل
صار عالمنا أسهل ؟ أكيد
فهل
صار أجمل ؟ بالطبــع لا
في زمن الحوسبة السحابية ، او الفضاء الإلكتروني ، لا شئ
يُغريك حقاً بممارسة ترف التفكير في المشاعر الإنسانية وفق صورتها الطبيعة
والعفوية ، إلا ربما من باب الذكرى التي تنفع المحزونين الذين يرموقون الماضي
القريب بعين ممزوجة بالحسرة والرجاء ، ففي العوالم الرقمية الخشنة ، تجري – ولو
بشكل غير مباشر ، أو حتى ربما دون قصد – عملية تجريف منظمة للنذر الباقي من عذوبة
بشريتنا ، مع تجفيف دائم لنبع الدفء المحفور في النفوس .
وما بين حسرة الأمر الواقع ، ورجاء بات عسير المنال ،
أضحى المرء منا في صالات العرض شاهد عيان على أن التقنيات مازالت تدهس النصوص
لحساب الأكواد الصماء ، ويعاين تراجع ردات الأفعال الحسية ، لصالح أيقونة رمزية ،
يا الله لقد باتت حتى قبلاتنا .. إلكترونية .
لما سبق وغيره كثير ، تراودني منذ فترة ، فكرة العودة
إلى الكتابة اليدوية ، فقلم ومحبرة ، أوراق مسطرة ، خط منمق ورشيق ، طابع بريد فوق
مغلف أنيق ، تحية حارة إلى كل رجال البريد ، مع رسالة لأي احد أقول له فيها :-
لقد صار اليومُ .. يـوم عيد .
ها قد عدت أكتب من جديد .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق