2007/11/03

2- صداقة صامتة



  • رويداَ يا نفسي رويداً
  • فما أنكرت صحبتك
  • وما مللت رفقتك
  • ولكنني يا أنا إمرؤ يختنق
  • وما لي ألا أختنق ؟
  • فقد أضحى المد الأخضر منحسر
  • وما عادت المياه صافية .. وأصبح الهواء ملوثاً
  • وأمست النفوس في كدر
  • وباتت العقول في ُشُغل
  • فالأمن ُمفتقد والأمل ُمختلق
  • وبين هذا وذاك أحيي ..أجيبيني يا نفسي ألم يُخلق الإنسان في كبد ؟
*****
  • ألواننا تبدلت
  • أمزجتنا تفرقت
  • طموحاتنا تبعثرت
  • سُحبنا السوداء في إزدياد
  • وإبتساماتنا المهدورة في إضطراد
  • غدا الأمس حاضرنا فيه نحيى ونأسى
  • وبات الغد بوجله موعد لنا
*****
  • ولما سئمت الضجيج
  • ضجيج الأصوات وضجيج المشاعر آويت إليك يا نفسي
  • وقد كنت أنتِ على الموعد كعادتك
  • أوسعتِ ليً عندكِ مكاناً
  • ومهدت ليً ُفرشاً وبساطاً
  • هدأتِ من روعي
  • وأسكنتِ من غضبي
  • وجففتِ من عرقي
  • وأعدتِ إلي إبتساماتٍ ضنينة بتذكيرك إياي بواقعات من غابرات الأيام
  • ولكن لطفاً لا تحاولين العبث بوتر الذاكرة المرهقة والعقل المنهك
  • فما عادت الذاكرة ذاكرتي ، ولا بات العقل عقلي
  • أتعجبين ! .. لا .. لا تفعلين .. فإنه منطق السنين
*****
  • ولكن دعينا الآن من رائحة الماضي .. هل أبوح لك بسر ؟
  • أتعلمين .. لقد وددت دوماً أن أراكِ
  • أعلم أنكِ كائن لطيف لا يُدرك بأي طريق
  • ولكن دعيني أسألك .. هل تشبهينني ؟
  • هل تتمتعين بنفس قامتي ؟
  • ألك صوت أم أنك تكتفين بالوحي والإلقاء في الروع ؟
  • هل تنامين .. أم تكتفين بدور المراقب اليقظ ؟
  • هل أنت قانعة بصحبتي ؟
  • بالمناسبة .. لقد سمعت أحدهم مرة يهتف بإسمي ولما إلتفت ولم أر أحداً من حولي ظننت أنه أنتِ
  • أكنتِ أنت حقاً ؟
  • فلما تمارسين إذن شغبك الجميل معي ؟
  • أكاد أراك الآن تبتسمين
  • أم تراك مني تسخرين ؟
  • أعلم طيبتك ولولا هذا ما ألفت عشرتك
*****
  • وطالما قدر لنا أن نكون صديقين
  • فما رأيك ِ أن نتعاهد معاً على حفظ السر والوفاء بالبر؟
  • فعليكِ تجاهي عهود ، وعليً قبلكِ حدود .. أتوافقين ؟
  • حسناً، فأما عهودك قبلي أن ُتنشطين عقلي بخضرة نضرة وذكريات عطرة
  • وأن تعيدين على مسامعي تظاهرة الطيور وزحامها الجميل عند إلتقاط الحَب والبذور
  • ويا حبذا لو تقومين بعزف بديع لتساقط المطر على المروج
  • وصوت تعانق أوراق الشجر إذا ما هبت من الرياح نسائـمُ
  • وأما حدودي قبلك فلا أنزعن عن رأي لكِ سديد
  • ولا أوردك مورداً له تكرهين
  • صامتة هي هذه الصداقة .. أعلم ذلك .. ولكنها ملىء بكل صخب الأصدقاء وعبثهم
  • هل أتخذُكِ بدلاً عنهم خليلاً ؟
  • هذا ما أجدني مدفوعاً إلى قوله
  • فلن أجد من دونكِ وفياً مخلصاً ولا لعثراتي مقيلاً
  • فما أروع صداقتك وطيب معشرك

أرشيف المدونة

زوار المدونة

أون لاين


web stats
Powered By Blogger

مرات مشاهدة الصفحة