2012/06/26

أم الدنيا .. أم العجائب

مين ده !!!


صنف من الناس الآن يستعد لتصدر المشهد في مصر بعد إنتخابات رئاسية لم يكن من المنطقي ألا يفوزوا بها تحت وطأة التهديد والوعيد ببحور من الدم والنار أتى ذكرها على ألسنة نفر من قادتها البارزين ، وقد حبس الناس أنفاسهم إنتظاراً للمجهول الذي يطل برأسه من مكتب إرشادهم ، حتى أتت اللحظة التي أعلن فيها فوز مرشحهم بمنصب الرئاسة ، فإرتاح جمع كثير من الناس ، وغضب آخرون ، فوضعت الفتنة أوزارها حتى حين ، وبدت لي مصر كورقة صفراء ذابلة لم تعد تقوى على البقاء فوق غصن مهترئ ، فأسلمت نفسها – طوعاً أو كرهاً – لعبث جماعة لا يشغلها سوى اللهو والمرح مع طقس لعوب .
  
وعلى عكس ما يعتقده الكثيرون فإن الجماعة التي فازت بالمنصب الأرفع في مصر هي الخاسر الأكبر في هذه الإنتخابات ، ذلك أن مقتضيات الربح لا يُنظر إليها بالضرورة من ناحية إرتفاع أرقام الجانب الدائن في حساب النتائج ، إنما يُنظر وبشدة كذلك إلى حساب الجانب المدين في هذه العملية الحسابية المعقدة ، لاسيما إذا كان جانب المدين محملاً بخطايا أخلاقية وإنسانية .

إن الأرقام لا تكذب ، هذه حقيقة ، ولكنها ليست بالضرورة هي الناتج الصحيح لعملية جرى فيها كم هائل من المغالطات على كل صعيد ، وفي كل إتجاه ، وأظهرت النتائج ومن قبلها المشاهد والوقائع أن التدليس والكذب والإفتراء ما كان ليفضي إلا لهذه النتيجة الصادمة ، ومرة أخرى تثبت الجماعة للمتابعين لها أنها لا تتعلم من أخطائها قديما أو حديثاً ، وأنها لم تبلغ بعد سن الرشد ، فشبقها المحموم للسلطة أدار رأسها وأخمر عقلها ، فأطاحت بأذرعها وسيقانها في كل إتجاه ، فلطمت من لطمت ، وأصابت من أصابت ، وقامت بتصدير بضائعها ذات المكونات القلقة إلى قطاع كبير من المصريين .

نعم .. قد تستمر الجماعة في السلطة لبعض الوقت ، ولكن أوان سداد الفواتير سيحين بلا شك بعد أن يتيقن الجميع أن ممارسة القمار الفكري والسياسي والديني أحياناً لن يكون مجدداً على منضدة بعرض الميادين والأوطان ، وأن الشعوب مهما كانت درجة معاناتها لن تتحمل طويلاً العيش على حافة المنحدرات ، ولا السير في الطرق المتعرجة بحسبانها أقصر الطرق لبلوغ المراد ، ولن تكون لعبتها المفضلة هي العبث بأعواد الكبريت ، كما ستمل الشعوب من خديعة خلط المقدس بالمدنس ، وإصطحاب الحق في نزهة لفظية مع الباطل ، وسيأتي من يقول لهم وبأي سبيل متاح ( هذه بضاعتكم .. رُدت إليكم ) .

 إن رحله التيه مع الجماعة ستستمر لبعض الوقت ، ولا يغرنكم المتانة الظاهرة لقوارب إبحارهم ، وتوفر أطواق النجاة بها ، ووجود بوصلة صالحة للعمل ، مع نشرات جوية مشجعة ، لأن المشكلة ستبقى في الملاح ذاته الذي تتشابه لديه خطوط الطول والعرض ، فيؤثر الإبحار على تلال الرمال وأكوام الصخور المتاخمة للشاطئ بحسبان الماء واليابسة شيئاً واحداً .

وأياً ما كانت مشاعري وأرائي فإني مصر مازالت لديها القدرة على الإدهاش والتفكر ، ففي مصر فقط :-

-  يزيد الإيمان وينقص أمام صناديق الإنتخابات .
- ربما تكون آخر من يبذر ، ولكنك ستكون أول من يحصد .
- تستطيع أن تكون متعاطياً للمخدرات ويمثل موتك أيقونة ثورة .
- يُلعن فرعون في الصباح ، ثم يبيت الجميع سكارى في حديقة قصره .
- لا يهم أن تكون مجهولاً خامل الذكر ، مادام بوسعك أن تكون رئيساً للجمهورية .

أرشيف المدونة

زوار المدونة

أون لاين


web stats
Powered By Blogger

مرات مشاهدة الصفحة