2015/06/17

الوصفة !


بقلم : ياسر حجاج
صغيراً .. كثيراً ما كنت أكافح الإرهاب وفق القانون :
زئير النفير يصم الآذان .
ساعة الصفر تبرق من هناك .
فلتتقدم الطابية ، ولتٌزح كل المعوقات على جميع خطوط الطول والعرض .
ليرقص الحصان ، ويطح بحافره كل معتد أثيم .
لتصرخ الفيلة الآن ، فيسقط كل من تراوده نفسه الإقتراب .
بشائر النصر تلوح في الأفق .
يتقدم الجنود لتطهير الميدان .
يرقب الوزير المشهد من بعيد .
يشرب الملك أخيراً نخب الإنتصار .
فلتضئ الشموع ، ولتعلو البيارق .
أين تــــراها الآن .. إبنة الجيران ؟


 كبرت .. فشاركت ، الفريد هتشكوك الخلاص من كل الأعداء :
تم نزع مكابح سيارته .
غرق في مغطس حمامه .
وجد مشنوقاً بملاءة سريره .
أصيب بالإختناق داخل المصعد .
إختل توازنه فهوى من شرفة منزله .
عُثر عليه مذبوحاً داخل مكب للنفايات .
أصابته رصاصة طائشة أثناء رحلة صيد .
صدمته سيارة مسرعة أثناء عودته إلى منزله .

كبرت أكثر.. فعاينت إرهاب الإخوان
فعكفت على مشاهدة فيلم رصاصة في القلب

2015/06/14

حوارات حواري !


بقلم : ياسر حجاج
ربما دون أن تدري ، فلا قضية منتهية تقريباً ! كل نهاية متوهمة ، هي ذاتها إستهلال رتيب لفصل جديد ، ولربما مع أناس آخرين ، تصل به ما سبق ،  وفي طقس يجمع ما بين المحبط والممل ، يبدأ النقاش ، بادئ الأمر في منطقة محددة ، ومساحة زمنية معينة ، دقائق على بدء النقاش ، تجد نفسك ملقى إما في حضن جبل ، او عالقاً بجذع شجرة ، أو تصارع موج من أجل البقاء على اليابسة ، قد تسترد بعض من وعيك ، وتملأ رئتيك ببعض الهواء ، ثم تسأل السؤال الذي لا يعرف أحد الإجابة عنه : ماذا كنت أريد أن أقول ؟ ، لن يجيبك أحد ، فالكل منشغل بالبحث عن إجابة .
  
عجيب أمر هذه الحوارات التي نكون طرفاً فيها ، فأياً ما كان الموضوع ( هام - تافه ) يندر أن يبدأ النقاش وينتهي دون خروج أحد عن صلبه (أنت أو هو) ، وكأن القاعدة هي تلك التفريعات العديدة ، والخطوط الجانبية ، التي غالباً ما تستنفذ الوقت الأكبر ، والمجهود الأوفى ، ليس مستغرباً إذن أن لا قضية منتهية ، فكل طرف من خيط ، يُسلمك إلى طرف آخر ، وهكذا دواليك ، حتي يستحيل الأمر في النهاية ، إلى كومة من الشرنقات المتداخلة التي تنسج حول روحك حبلاً ، سيكون خبراً سعيداً بالتأكيد إن تمكنت من النجاة بنفسك ، هذا بالطبع إن كنت مهتم .

النقاش هو نوع من الفنون ، غير أن إدارته هو عين الفن ، والإلتزام بالخط العام للموضوع ، هو أمر جوهري للغاية ، نوع من المران يُكتسب ، كما أنه أحياناً جزء أصيل من ثقافة المتحاور ، وكلماً كنت حريصاً على الإلتزام به ، بل وجعل غيرك يلتزمه ، كلما كان أمل الوصول إلى نتائج محددة ، وفائدة مرجوة كبيراً ، فعديدة هي القضايا التي لا نجد لها حلاً ناجعاً ، أو لا نجد لها حلاً على الإطلاق ، ليس لأنها في ذاتها مستحيلة أو عصية على الحل ، لا .. ولكننا في الحقيقة لا نتحدث بشانها ، وإنما في شأن من شئونها أو أشباهها ، قديماً تشابه البقر على بعضهم ، وبعد مناورات ومداورات ، أدركوا أن التشابه الذي تراءى لهم ، لم يكن في الواقع له حظ من الحقيقة ، بقرة .. أي بقرة ! .

لسنا أفضل حالاً .. لم يعد الأمر مقتصراً على بقرة ، إنما حتى على البيضة ( مين اللي جابها وسلقها وقشرها وأكلها ) ، صحيح كان هذا فيما سبق ، عندما كنا صغاراً ، ولكن هل كبرنا ؟ خض غمار أي حوار ، ستدرك بسرعة ، انك ما بارحت حجر أمك ، او صدر أبيك ، لابد وأن قصة البيضة لم تزل تستهويك .. أليس كذلك ؟ .

النقاش ليس هدفاً في ذاته ، ولا ينبغي له أن يكون ، هو نوع من التواصل بشكل ما ، صحيح أنك لا تصل غالباً إلى شئ ذي بال في النهاية ، ولكنك على أي حال ربما تكون قد أدركت من خلاله ، أن بوسعك إفحام طرف أو أطراف أخرى ، بدا لي كم كنت سعيداً عندما وضعت أحدهم في زاوية ، وحاصرته بحججك ، وصببت عليه البراهين صباً ، حتى إستغاث ورفع منديله الأبيض ، لكم كنت قاسياً ، وأنت تسفه من أراءه ، وتسوق الأدلة على هشاشة منهجه ، لقد قتلته يا رجل ، ولكن قل لي : هل أنت سعيد الآن ؟ إن كنت كذلك ، فيؤسفني أن أقول لك ، أنك لست أقل تفاهة ، فهذا ليس نقاش ، وإن تسمى بإسمه ، وتزيا بزيه .

كثيراً ما نبتدع أسماءاً جديدة لذات الأشياء ، ونكهات مختلفة نُغطي من خلالها على المذاقات الأصلية لها ، فلما نفعل ذلك ؟ لأننا ألفنا اللعب والمناورة والتبرير ، جزء من ثقافتنا ، أو تراثنا ربما ، حتى بات توأمنا الملتصق ، الذي لا يريد المغادرة قريباً على ما يبدو ، إن أفضل ما رأيته وعاينته من سني العمر المنقضية ، أن فضيلة الإنصات لا تضاهيها فضيلة ، كم هو جميل أن تكون إذنك في مقدمة الركب ، جميلة هي أيضاَ لحظات الإسترخاء العصبي ، المصحوبة بإبتسامات باهتة ، وأنت تعاين الكذب والمبالغة والتنطع ، أيها الأوغاد .. هل أعرفكم من قبل ! عبارة وددت لو ألقيتها على وجوه الكثيرين .

نقاش واحد ، هادئ وصادق ستجده ، لما لا تنظر إلى المرآة الآن ، ها قد عرفته إذن ، جريدتك وفنجان قهوتك ، وإن شئت فسيجارتك ، فر إلى الشرفة أو غرفة المكتب ، إنسحب الآن من كل هذه العوالم الخطرة ، إنفض عن نفسك غبار الحوارات ، خاصم تلك (المكلمات) البائسة ، فنفسك تستحق بعض من الرعاية والتدليل ، قل لي بالمناسبة .. هل جربت أن تستخدم (إصبع روج) زوجتك في الكتابة ؟ لقد وجدته رائعاً .. المهم أن تتعلم كيف تكتب به .. حاول .. لن تندم ، إنما .. لا يكن جل همك أرجوك ، إستنساخ عبقرية يوسف وهبي .

2015/06/10

ماما .. زمانها نايمة !

بقلم : ياسر حجاج
هي هكذا إذن ! فما بين دفقة روح وإنسلالها فثم الحياة ، حيث الكثير من الأماكن والصور والأشياء ، في رحلة التيه تلك ، يلزمك تبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود ، ليس الأمر بهذه البساطة التي تظن  ، فقبل ذلك عليك إجتياز إختبارات عديدة في كمياء الألوان ، لكن حذاري .. أن تتوه منك التفاصيل في الزحام ، إياك أن تتخلى عن الوشوشات ، لا تدع الصراخ يبلغ حد الصدمة ، وإلا فإنه ، وبمرور الوقت ستنطبع الألوان السائدة ، وتختفي أو تكاد خطوط الأناقة ، مرة واحدة تخاصم فيها الذوق ، فتصير جزء من فاترينة العرض ، وتغرق في إقتصاديات السوق .

مناديل موشاة بالدانتيل ، جوارب طويلة ، أحذية ذوات أربطة ، ساعة يد كلاسيكية ، ربطات عنق غامضة ، بالمناسبة قل لي .. ألم تسمع أو تقرأ شيئاً عن فن المنمنمات ، زخرفتك الإنسانية ، ذلك الألق المتواري عن أعين الفضوليين ، فلننظر ماذا ترى ! في ظني ستكون المصارحة هنا أمراً حاسماً .

بت في فصول الصيف ، لعلك تفتقد الآن أكثر المشاعر إنسانية ، سقوط المطر المصحوب بإهمال متعمد لمظلتك الواقية ، لعلك كنت أكثر حكمة عندما تأنيت في مشيتك ، لم يكن هناك ما يستدعي العجلة ، حيث بدأت كل المعزوفات في التألق ، لا أدري حقاً لما كنت تتابع مسبقاً سقوط المطر من الشرفات ؟ كان عليك أن تكون جزءاً من الحدث ، الآن وقد إكتسى زجاج النافذة بالكثير من البخار ، فماذا تريد أن ترسم ؟ قلب يتوسطه سهم ، لا .. موضة عتيقة ، شفاة يابسة تاقت للترطيب .. لست متأكداً ! أم تراك تريد تدوين الأحرف الأولى لتلك التي لم تعرف بعد ؟ لكن تمهل .. هناك من تقف في الخلف ترقب المشهد عن كثب ، لا تتورط .. فلن تنفعك ترنيمة ، إذا مت ظمآناً ، فلا نزل القطر ، فما أكثر الظمأى أزمنة الفيض .

هل ما زلت تذكرها ؟ نعم ..  خمس عشرة سنة ، هي كل العمر الذي كان يفصل بينهما ، ليس بالشئ الكثير ، أليس كذلك ؟ طفلة تزوجت فأنجنب وليداً ، كبرت الطفلة فباتت صبية ، نهض الوليد فأضحى طفلاً ، ترعرت الصبية ، فإستحالت شابة ، كبر الطفل فصار صبياً ، الشابة على أعتاب النضج ترفل ، فغدت سيدة ، الصبي شب أخيراً عن الطوق فلامس حد الشباب ، ولربما قبل الآوان ، في أعمارهما المتقاربة نوعاً ما ، إنقشعت حجب الكلفة ، وحلت الصداقة محل الأرتام الرتيبة ، غدت النقاشات في محلة أسمى من مجرد الصور القديمة المتمثلة في إصدار الأوامر من جانب ، وإطاعتها من جانب آخر ، فكل الأمور موضع أخذ ورد ، لا أحكام مسبقة ، ولا حتى تطبيقات صارمة ، فالصداقة المبكرة والتسامح المفترض ، كانا يفرضان آليات مختلفة في التعاطي والتناول ، كان الأمر أكثر من رائع .

كبرت السيدة قبل أوانها ، وكذا الشاب البكري وأول الفرحة ، بدا الأمر لاحقاً ، وكأن إستدراكاً متأخراً بدأت تلوح بشائره في الأفق ، حيث إعادة موضعة الأشياء ، وإستدعاء كل الأشكال النمطية في العلاقات ، فأنا الأم ، وأنت الإبن .. هكذا صاحت ، ولكن عذراً ليس هذه المرة ، فلن أعود القهقري .. هكذا أسفر عن وجهه الشاب ، إتفقا وإختلفا ، بل تخاصما وتصالحا ، شأن كل الأصدقاء ، وككل سمار الليالي ، كانت تجمعهما حفلات الشاي التي لا تنتهي ، فيكون العتاب ، ومن بعده يأتي التبسم ، فتحضر القفشات ، فالضحات ، فتحية المساء ، ثم .. الختام ، باللهم إجعله خير .

روت له كيف أنها وصديقتها عندما كانتا شابتين ، تم طردهما من مناسبة عزاء في وفاة أم لصديقة أخرى لهما ، ذلك أنهما لم يتمالكا نفسيهما من الضحك رغم محاولتهما المضنية للكف عن ذلك دون جدوى رغم نظرات إستهجان الحاضرات ، يا إلهي .. حتى في مناسبات العزاء كان الضحك حاضراً ، ولما لا ، ( نحن أبناء لن يكون حظهم من ميراث الأسرة سوى الضحكات ) .. هكذا قال له أحد أشقائه .

أكثر المناسبات التي كان يفر منها ، فرار الحُمر المستنفرة إذا ما رأت قسورة ، هي مناسبات العزاء ، فالصورة المروية مطبوعة في المخيلة ، فإن هي إلا لحظات معدودات في سرادقات العزاء ، حتى يستحيل الأمر برمته إلى مسخرة حقيقية ، في مواضع كان يفترض أن يكون فيها من الهيبة والوقار الشئ الكثير ، ولكن هيهات ، في إحدى هذه المناسبات إصطحبه صديق لمواساة زميل لهما في وفاة عمه ، وإذا بالصديق الجالس بجواره يهمس له بصوت خفيض ( الله يرحمه .. كان إبن كلب ) ، في لحظة خاطفة تناول منديله ووضعه على فمه في محاولة لوقف بركان المرح الذي بات على وشك الإنفجار في وجه الجميع ، ومع محاولته إنقاذ ماء وجهه وسط الحضور ، تلآلآ الدمع في عينيه من فرط محاولته إماتة الضحك ، وكبح جماح السرور ، الأمر الذي حدا باحد الحضور أن يقوم من مكانه ، ويهدأ من روعه ، ويطالبه بالصبر الجميل ، لقد حسبه المسكين يبكي على المرحوم ... إبن الكلب .

عادت فأهدته شريط كاسيت ، كان دائم الدوران في أرجاء المكان ، فقالت لقد أزرى بك الدهر بعدنا ، فقلت معاذ الله ، بل أنت ، لا الدهر ، وعلى وقع الذكريات الطربية أيام الوحشة والمرض والتأوه ، أسفرت عن أغنية أثيرة لديها لم تعد تسمعها منذ زمن بعيد ، كانت بالكاد تتذكر بعض من مقاطعها ، لكم كانت سعادتها كبيرة عندما أفلح في العثور عليها ، وقام بإسماعها إياها ، على بعد ألفي ميل ، لقد دخلت الآن الجنينة ، فما عساها ترى الآن ؟ رحمك الله يا أمي .


2015/06/08

سيدي عبد الفتاح


بقلم : ياسر حجاج

هل آتيك بالخبر ، أم أبوح لك بالسر ؟
الخبر .. أني أحبك
أما السر .. فإني أحبك

منذ عام دعوت ربي في صلواتي
 ألا يكتب لي حسنة من صالح عمل
 إلا وجعل لك منها نصيباً مفروضاً
 وما دعوت لأبي بالشفاء وأمي بالرحمة
 إلا وكنت أنت ثالث أضياف الدعاء
 أعلم أنك لا تمشي على ماء
 ولا تطير في هواء
 ولا ترفع يدك إلى سماء فيفيض ماء
 ولكنه الحب يا سيدي يا صاحب البركات .

من دون الناس ولعلي أحدهم  
أرى الحمام الأخضر في الموكب
 والهالة الناعسة على طرف المحيا
 ومن خلف النظارة السوداء أجد الأمل يُبرق ثم يُسفر
 ها قد عرفت الآن كيف هو الصبح إذا تنفس
 ألا ليت أشياخ الطرق يتواضعون
 وليهدأ المريدون
 فلعه الآن زمن المجاذيب .

2015/06/01

أم محمد .. شكراً .


بقلم : ياسر حجاج

صديقتي وزوجتي الحبيبة / أم محمد
بعد التحية

ها قد أطل من جديد شهر يونيه ، كشاهد عدل ، ذو ثقة صدوق ، على هذين الذين إستقلاً وحدهما قطار رحلة منذ 25 عاماً ، تقاسما فيها معاً لقمة عيش ، وفاتورة حساب ، ثم سرعان ما إستقبلاً أضيافاً أعزاء ، أتسعت لهم مطارح قلوب ، وأحداق عيون ، هؤلاء الرائعين والرائعات من الأبناء والبنات ، الذين أضفوا على الرحلة الكثير من البهجة والمرح والسرور ، حيث أعطوا كلينا ، أسباباً وجيهة ، بأن في الحياة حقاً ما يستحق النضال والكفاح من أجله ، لعله يا عزيزتي .. ربع القرن الأسرع في حركة التاريخ مذ كان .

 إن شهر يونيه على قيظه وحره ، رأيته يتواضع اليوم ، وقد داعب المخيلة بنسمات ليست في طبعه ، ولا هي من شيمته ، لعله أراد يا عزيزتي ألا يكون ضيفاً ثقيلاً لهذه العائلة في مناسبة عزيزة على نفوسهم جميعاً .

لعلك تعلمين ، أنني أميل غالباً إلى التقييم ، والنقد اللاذع ، وتتبع الثغرات ، وتسليط الضوء على الهفوات ، ربما بحكم التخصص ، ولكنني اليوم أقف متجرداً ، إلا من سيف الإنصاف لأقر لك ، بأنني لم أجد في محطات الرحلة الطويلة ، ما يستحق الوقوف عنده ، أو النظر فيه ، ويكون محل عتاب أو مؤاخذة ، ذلك أن العكس هو الصحيح تماماً ، فبحكمتك وأناتك ، نجحت الأسرة جميعها في أن تكون مضرب مثل في التماسك ، والإحترام المتبادل والود العميق .

لعلي أذكر الآن تساؤلات بعض من الرفاق والأهل عن حصاد غربتي ؟ يبدو أن المساكين لا يدرون أنهم يتحدثون ألى أمير متوج على عرش أسرة دافئة ، وسلطان مفتون بالوهج العائلي ، فأي حصاد ذاك الذي يعلو على الرضا المنبعث من عيونكم ، وأي ثراء أفضل من الإحساس بأداء الواجب تجاهكم في حدود الإستطاعة ، وأي غنىً أبقى من أن أشعر براحة ضمير ، وهدوء نفس إن ذهبت لأخلد إلى النوم ؟ صحيح أنكم حولتموني من مليونير مُفترض ، إلى مستور مقتصد ، ولكن لا بأس ، فعافيتكم رصيد لا ينفذ ، وحساب جارٍ إلى يوم الدين .

فشكراً لك أن كنتِ زوجة عظيمة مخلصة ، وأم رؤوم ، شكراً لك .. أن تحملتي الأمزجة المتقلبة ، والفصول التي أتت في غير أوانها .. شكراً لك أن تحملتي على مدار أعوام عديدة ، نثريات مملة ، وأشعار مرتجلة وملفقة ، كانت دائمة مصحوبة بقهقهات عالية ، إذا ما قُدر لقائلها التوفيق في الإتيان بوزن متسق ، أو قافية منتظمة .. شكراً لك أن تحملتي كل هذه الثرثرات ، والسرديات البائسة عن عهد الطفولة غير البرئ .. شكراً لك على تعليمي قواعد الوقف والإبتداء ، والتفرقة ما بين المفخم والمرقق ، وكل أنواع المدود .. شكراً لك أن شاركتيني الحلم حتى بات قبضة يد ، بعد أن ظننت أنه قبضة ريح ، شكراً لك أن تحملتي ذاك الصداح في غير أوانه ، الذي لم يمل كل صباح من تكرار بائس وبصوت تخالطه بضعة من نعاس ، مطلعاً من أغنية الفيروز الدائم :

أنا شهر زاد القصيدة   وصوتي غناء الجراح
أنا كل يوم جــــــديدة   أهاجر عند الصبــــاح

أرشيف المدونة

زوار المدونة

أون لاين


web stats
Powered By Blogger

مرات مشاهدة الصفحة