2007/01/28

دستور... يا إخواننا


يعد الدستور هو الوثيقة الأهم في حياة الأمم والشعوب ذلك أنه يعد بمثابة العقد الإجتماعي الخالص الذي ينظم حياة المجتمعات وحقوق أفراده ويضع ضوابط العلاقة فيما بين سلطاته المختلفة ، والدستور على أهميته هذه لا يأخذ حظه من الدراسة الجادة من المعنيين به والمخاطبين بأحكامه بشكل مباشر وهم المواطنين وهذه وظيفة الدولة الديمقراطية أكثر من كونها وظيفة المواطن ذاته ، فالدستور يجب أن يكون مادة دراسة إلزامية في مراحل الدراسة الأولية إذا ما ُأريد للنشأ في أمة ما أن ينهضوا خير نهضة وقد تشبعوا بما لهم من حقوق قد كفلها لهم ، وإستوعبوا كذلك ما عليهم من واجبات وإلتزامات فتنتظم بذلك حياة المجتمع في إطار الحفاظ على مكتسبات أفراده وإحترام هؤلاء الأفراد لمكتسبات الغير كذلك ، لذلك لم يكن غريباً أن تشتعل الثورات وتندلع التظاهرات من قبل المواطنين في كثير من الأمم قديماً وحديثاً بغية إحترام الدستور أو إستعادة العمل به حال تعطيله ، أو تفعيل مواده ، بل أن كثير من الناس قد دفعوا حياتهم وحرياتهم الشخصية وحوربوا في أرزاقهم ثمناً لهذه الغاية النبيلة والهدف الأسمى ، من هنا تأتي الأهمية البالغة لهذه الوثيقة التي تطورت مع مرور الأيام لتحل تقريباً محل ما يعرف بالبيعة بين أولي الأمر والرعية في الفقه الإسلامي ..... وللحديث بقية .

2007/01/27

إدمان العمل

إذا كان الإدمان يطلق في الغالب على عدد غير قليل من العادات السيئة أو السلبية التي يستحيل معها في بعض الأحوال الفكاك منها إلا في ظروف إستسنائية جداً ، فإني قد عرفت وعلى مدار سنوات طويلة نوع آخر من الإدمان لا أدري إن كان إيجابياً أم سلبياً ألا وهو إدمان العمل ، فأنا لا أكاد أكف عن العمل صباحاً ومساءاً أثناء تأديتي لمهام وظيفتي ، بل أكاد لا أطيق الإبتعاد عن محيط عملي ، وقد إكتشفت بعد طول التجربة والملاحظة أني أصاب بدوار وقدر من الصداع ، مع إرتفاع نسبي في ضغط الدم في أيام العطل والإجازات الرسمية ، وفي الحقيقة فإني لم أكن صاحب الفضل في إكتشاف هذا الأمر إنما يعود الفضل في هذا الإكتشاف المذهل إلى زوجتي التي لاحظت إنتظام حالتي الصحية وإرتفاع روحي المعنوية أثناء ساعات عملي الرسمية والتي تمتد إلى فترتين صباحية وأخرى مسائية ، وفي الواقع أني في حيرة من أمري فأنا بالكاد أحاول الإستمتاع بإجازاتي داخل المنزل وسط زوجتي وأولادي حيث تربطني بهم علاقة ود ومحبة ورحمة عميقة ، إلا أن هذا الإستمتاع مرهون في جميع الأحوال بالعمل والتلهي بأي شيء من شأنه قطع الوقت ، وحيث أن زوجتي قد فطنت لهذا الأمر فإنها تعمل بذكاء من وقت لآخر على ترتيب بعض المهام المتعين إنجازها بالبيت خلال إجازاتي كتجهيز قوائم المشتريات المطلوبة للمنزل أو إعادة ترتيب وضعية الغرف وخلافه ، الأكثر من ذلك فإنه وبإنقضاء الساعات الأخيرة من إجازاتي تنشط حالتي الذهنية وتنتابني حالة من النشوة لقرب موعد نومي وبالتالي الإستعداد ليوم عمل جديد في صباح اليوم التالي ، وبمجرد أن يلوح نور الصباح أنشط من عقالي وأتهيأ ليوم عمل جديد أبدو فيه كمحب ولهان على وشك أن يلقى محبوبه بعد طول غياب ، وبمجرد الإنخراط في العمل تتبدد كل وحشة أو إغتراب وأنغمس في العمل ولا ينتشلني من هذه الحالة الجميلة سوى أن ساعات العمل تكون قد إنقضت وأنه يتعين المغادرة فأذهب ممنياً النفس بيوم عمل جديد .

2007/01/15

الأخوان والحكومة ... هل بدأ الضرب تحت الحزام ؟؟

ظلت العلاقة بين جماعة الإخوان المسلمون والحكومة المصرية محكومة بنظرية شعرة معاوية في كثير من الأحوال وهي النظرية القائمة على المحافظة على الشعرة التي تشد طرفي العلاقة ‘ فإن شدها طرف أرخاها الطرف الآخر وهي على كل حال نظرية سياسية بإمتياز ، تعلو فيها السياسة ربما على المبادىء والمواقف الأساسية والمبدئية لكل طرف ، وما أن قام بعض من شباب الأخوان بجامعة الأزهر بما سمي وقتها بإستعراض للقوة داخل حرم جامعة الأزهر عن طريق أداء بعض من التمارين شبه العسكرية حتى قامت الحكومة بقطع شعرة معاوية مع الأخوان بل وإقتلاعها من جذورها وهو ما تبدى من إعتقال عدد من الطلبة المشاركين في الإستعراض إضافة إلى عدد من كوادرها وأعضائها في مختلف المحافظات ، علاوة على تجفيف منابع تمويل الجماعة "المحظورة" عن طريق إغلاق عدد من الشركات والكيانات العائد ملكيتها لأفراد محسوبين على الجماعة وذلك بدعوى أن الإستعراضات المشار إليها تنبىء عن وجود ذراعاً عسكرية للأخوان تهدف إلى الإنقضاض على السلطة في الوقت المناسب الأمر الذي تنفيه الجماعة دوماً متعللة بأن الإستعراض لم يكن سوى تمارين رياضية فحسب ، يضاف إلى ذلك كم الرسائل السلبية التي أوصلتها الجماعة لكثير من فئات المجتمع المصري بهذه الإستعراضات شبه الميلشيوية ، أياً ما كان الأمر فلا الأخوان كانوا موفقين في إختيار التوقيت إن كانوا على علم بأمر هذه الإستعراضات ، ولا الحكومة كانت موفقة كذلك في ردة فعلها التي شابتها العصبية الأمر الذي يرجح معه أن الضرب تحت الحزام أصبح شعار المواجهة الحالية والمرتقب تصاعدها في الأيام المقبلة بين الطرفين بعد أن إنقطعت الشعرة التي حكمت العلاقة فيما بينهما لعقود .

2007/01/08

إعدام

أشد ما لفت نظري بعد إعدام الرئيس العراقي الراحل / صدام حسين ليس واقعة الإعدام في حد ذاتها فهي أمر كان متوقعاً على أي حال ، ولا توقيت الإعدام على الرغم من أهمية دلالته ، ولكن ما إسترعى إنتباهي ولفني بصمت عميق هو تلك اللحظات التي سبقت عملية إعدام الرجل وهو يساق إلى مذبحه ، وبت أفكر فيه وكيف هيأ نفسه لتجرع كأس المنون ، لقد أخفى الله سبحانه وتعالى على بني آدم آجال موتهم لحكمة عميقة ومع ذلك يظلون على وجل من الموت ، فكيف بمن تيقن من دنو أجله وليس بينه وبين إنفلات روحه إلا طرفة عين أو أكثر قليلاً ، كيف مضت على الرجل الثواني التي سبقت لقائه ربه ، أكانت سريعة عجلة أم طويلة وجلة ، أكان واثقاً من عدل الله ورحمته ، لقد نطق بالشهادتين بثبات فهل كان نطقهما جواز مرور لرحمة الرحمن الرحيم ، لقد قدم عمله وأفضى إلى ربه وإنا لله وإنا إليه راجعون .

أرشيف المدونة

زوار المدونة

أون لاين


web stats
Powered By Blogger

مرات مشاهدة الصفحة