2007/01/27

إدمان العمل

إذا كان الإدمان يطلق في الغالب على عدد غير قليل من العادات السيئة أو السلبية التي يستحيل معها في بعض الأحوال الفكاك منها إلا في ظروف إستسنائية جداً ، فإني قد عرفت وعلى مدار سنوات طويلة نوع آخر من الإدمان لا أدري إن كان إيجابياً أم سلبياً ألا وهو إدمان العمل ، فأنا لا أكاد أكف عن العمل صباحاً ومساءاً أثناء تأديتي لمهام وظيفتي ، بل أكاد لا أطيق الإبتعاد عن محيط عملي ، وقد إكتشفت بعد طول التجربة والملاحظة أني أصاب بدوار وقدر من الصداع ، مع إرتفاع نسبي في ضغط الدم في أيام العطل والإجازات الرسمية ، وفي الحقيقة فإني لم أكن صاحب الفضل في إكتشاف هذا الأمر إنما يعود الفضل في هذا الإكتشاف المذهل إلى زوجتي التي لاحظت إنتظام حالتي الصحية وإرتفاع روحي المعنوية أثناء ساعات عملي الرسمية والتي تمتد إلى فترتين صباحية وأخرى مسائية ، وفي الواقع أني في حيرة من أمري فأنا بالكاد أحاول الإستمتاع بإجازاتي داخل المنزل وسط زوجتي وأولادي حيث تربطني بهم علاقة ود ومحبة ورحمة عميقة ، إلا أن هذا الإستمتاع مرهون في جميع الأحوال بالعمل والتلهي بأي شيء من شأنه قطع الوقت ، وحيث أن زوجتي قد فطنت لهذا الأمر فإنها تعمل بذكاء من وقت لآخر على ترتيب بعض المهام المتعين إنجازها بالبيت خلال إجازاتي كتجهيز قوائم المشتريات المطلوبة للمنزل أو إعادة ترتيب وضعية الغرف وخلافه ، الأكثر من ذلك فإنه وبإنقضاء الساعات الأخيرة من إجازاتي تنشط حالتي الذهنية وتنتابني حالة من النشوة لقرب موعد نومي وبالتالي الإستعداد ليوم عمل جديد في صباح اليوم التالي ، وبمجرد أن يلوح نور الصباح أنشط من عقالي وأتهيأ ليوم عمل جديد أبدو فيه كمحب ولهان على وشك أن يلقى محبوبه بعد طول غياب ، وبمجرد الإنخراط في العمل تتبدد كل وحشة أو إغتراب وأنغمس في العمل ولا ينتشلني من هذه الحالة الجميلة سوى أن ساعات العمل تكون قد إنقضت وأنه يتعين المغادرة فأذهب ممنياً النفس بيوم عمل جديد .

ليست هناك تعليقات:

أرشيف المدونة

زوار المدونة

أون لاين


web stats
Powered By Blogger

مرات مشاهدة الصفحة