2006/11/28

هل يكتئب المبرمجون ؟


مقدمة :- إن أكثر أعراض الاكتئاب ومحوره الرئيسي هو المزاج المنخفض للفرد وفقدان الاستمتاع بالنشاطات التي كان يستمتع بها في العادة ، وضعف التركيز وعدم القدرة على الانتاج والتعب بعد أقل مجهود مع الشعور بعدم الارتياح عندما يستيقظ من نومه ، وغالباً ما يستيقظ مبكراً عن الوقت الذي تعود أن يستيقظ فيه ولا يستطيع النوم مرة أخرى. كذلك تقل شهية المكتئب ولا يستطيع الأكل ويفقد الإستمتاع به وينقص وزنه. ويشعر المكتئب بالدونية وقلة التقدير للذات وعدم الثقة بالنفس. كما يشعر المكتئب في كثير من الاوقات بالذنب دون وجود سبب لهذا الشعور والذي غالباً ما يسيطر على المكتئب ويجعله يحس بأنه سبب في مصائب الدنيا جميعها وكثيراً ما يفقد المريض بالاكتئاب الأمل في المستقبل ويشعر بظلمته وأن لا أحد يستطيع مساعدته وكذلك أن لا شيء يستحق أن يعيش من أجله وتراوده الأفكار الإنتحارية . ( الفقرة السابقة منقولة بتعديل بسيط من خلالي من أحد مواقع الشبكة العنكبوتية) . على ضوء المقدمة السابقة لنا هل أن نتساءل بكل براءة عن أولئك المبرمجين ، وهل تنطبق أعراض هذا المرض عليهم ؟ . لما كانت البرمجة في ذاتها عمل خلاق وتنهض على قواعد من الإستقلالية في العمل إلى حد كبير وتقوم على قدر كبير من المرونة وتفتح آفاق واسعة لحرية الحركة الذهنية والتنقل الوجداني الجميل وتعتمد في ذاتها على قواعد منطقية عقلية ، وتفرد مساحات جميلة لأفكارنا فقد يكون المبرمجون هم أقل الأفراد العقلاء – هذا إذا إعتبرناهم عقلاء حقاً – المعرضون لهذا المرض وذلك على عكس الموظفين التقليدين الغرقي في روتين معقد وقواعد جامدة حيث لا فرصة لا للإبداع ولا الإمتياز . إن إحساس المبرمج بأنه يبدع ولو من خلال برنامج بسيط به زر أمر واحد هو زر الخروج يجعله يشعر بالنشوة والإرتياح وتقديره لذاته ، أنا شخصياً وفـــي بدايتي على أعتاب البرمجة أنشأت زر أمر واحد على فورم تعيس وكتبت في شفرته كلمة أكثر تعاسة إسمها
End
وكم كانت نشوتي عميقة وأنا أرى البرنامج يقوم بالخروج لدى ضغطي على الزر المذكور ، وكم كنت أباهي زوجتى وأولادي وأن أريهم بأم أعينهم أني على إستعداد أن أقوم بإنهاء البرنامج بكلمة بديلة إسمها
Unload me
وأخاطبهم بإستعلاء قائلاً أن مستشاري مايكروسوفت ينصحون بأن أستخدم
Unload me
بدلاً من
End
رغم عدم معرفــــتي وقتها بأهمية التفاضل بين الكلمتين . ما علينا … وبناء على ما تقدم فكونك عزيزي المبرمج مبدعاً أو حتى لديك أدني إحساس بالإبداع فهذه ضمانة كبرى لك من شأنها أن تبعدك عن داء الكآبة والمكتبئين ، ولكن هل هذا يعني أن البرمجة لا تنتج كآبة ولا تخلف وراءها مكتئبين مطلقاً ؟ الإجابة أنه وللأسف ورغم مظاهر الجمال وآيات الإبـــــداع في البرمجة فإنها تترك وراءها قطاعاً كبيراً من المكتئبين والصرعى والمرضى النفسيين وهذا القطاع ليس سوى أولئك المستخدمين البسطاء الذين وثقوا بنا وإشتروا ببراءة وعن طيب خاطر البرامج التي ننتجها أنا وأنت ، إذن فلننعم أنا وأنت أيضاً بصحة نفسية طيبة ونترك الكآبة لذلك القطاع المسكين ودعونا نلهو بأموالهم التي حشونا بها جيوبنا .

هناك تعليق واحد:

FemTo يقول...

كلام صح 100% فانا دلوقتتى مكتئب مللت من المشروع الحالى اللى المفروض بخلص فيه وقدرش اسيبه علشان ملزوم بوقت معين اسلمه فيه..فاحلى شى انك تعمل البرنامج بمزاجك واسوء شى عندما تكون مطالب بانهائه فى وقت معين

أرشيف المدونة

زوار المدونة

أون لاين


web stats
Powered By Blogger

مرات مشاهدة الصفحة