2007/12/09

كان .. فعلُ ُ حاضر


ليس الماضي دائماً بمثابة تاريخ يلفه النسيان أو تراث يغيب ضمن صفحات كتبنا المتربة الملقاة على أرفف مكتباتنا ، ولا حتى مجرد قصاصة صفراء ذابلة نامت ولعقود طي بعض من أوراقنا القديمة .. وإنما الماضي يعد في جزء لا يستهان به إمتداداً نابضاً وحياً لحاضرنا بل ومستقبلنا أحياناً ، ففي لحظة ما – شجية أو مرحة – من المؤكد أن أحدنا قد راقت له فكرة أن يلقي نظرة على ألبوم صوره القديم ، وأن ُيبحر عبر أشرعة سنيه الماضية ليعاود قراءة ما كان .. مستحضراً الماضي ومستنشقاً - ولو إلى حين - رائحة الذكريات العتيقة ، وعبق الأمكنة الضاربة في جذور ما إنقضى من عمره .. محاولاً رسم إبتسامة ولو باهتة ومؤقتة ، وتذوق ولو خادع لقيم ٍ ومعان ٍ باتت في حاضرنا ألمع من السراب .. أو الإستغراق في مشهد من مشاهد التعجب التي تعلو وجهه بينما يطالع سرداً مصوراً وأميناً لما كان ، وقد يطالع أحدنا الآخر وبظرف بالغ ذاك التطور الذي طرأ على هيئته وقسمات وجهه الذي كانت تعلوه الحمرة ، مستذكراً إبتساماتٍ كانت دافئة ، ونظراتٍ كانت عفوية وبريئة ، وسيقف بالتأكيد على مدى رخص ثمن مساحيقه الحاضرة ، وأقنعته التي تجاوزت حتى حدود رأسه .. وقد ينظر البعض إلى هذه الصور نظر المتحسر على ما قد يعتبره مجداً غابراً أفُلت شمسه إلى غير رجعة كما الإمبراطورية الرومانية ، وقد يغالي البعض الآخر أحياناً ويتمنى أن لو كان بوسعه العودة طفلاً صغيرًا لاهياً بأشياءه الصغيرة وأحلامه الأكثر صغراً.. فصورنا الفوتغرافية القديمة ما هي إلا تدوين مصور وموثق لما كان بجده وعبثه .. وشاهد على التطور الطبيعي لنا شكلاً ومعنىً .. فيا لجمال ما كـــان .. فكان أعزائي ليس بالضرورة فعل ماض ٍ إلا في أذهان النحويين .. وإنما قد يكون لي ولك .. فعل حاضر وبقوة أحياناً .

هناك 3 تعليقات:

يوميات مواطن مصرى يقول...

جميل اوىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى
اتمنى اشوف تدوينات قويه دايما على مدونتك

غير معرف يقول...

لماذا كل هذا الإنقاع عن التدوين
إن شاء الله خير
فهذه أفضل مدونة رأيتها لحد هذه اللحظة
رجاءاً اكتبوا هنا كلمة واحدة تقول أكنم بخير

البنات حسنات يقول...

أنا بخير ولله الحمد ، ولست ممتنع عن التدوين ، ولكنه الإنشغال حيناً والتكاسل أحياناً ، وإن كنت شرعت في إعداد بعض التدوينات التي ستجد طريقها إلى المدونة قريباً ولربما خلال شهر رمضان المعظم وكل عام وأنتم بخير ، وجزاكم الله خيراً على سؤالكم وجميل إهتمامكم

أرشيف المدونة

زوار المدونة

أون لاين


web stats
Powered By Blogger

مرات مشاهدة الصفحة