2012/08/19

فروسية رئيس




على المستوى الشخصي لا توجد لدي أدنى مشكلة في أن يظهر الرئيس المصري / د. محمد مرسي ممتطياً صهوة جواد جموح على غلاف مجلة أكتوبر المصرية الحكومية في عددها الأخير ، بشرط أن يكون ذلك في باب ( الكاريكاتير الساخر ) أو مصاحباً لزاوية بعنوان ( صدق أو لا تصدق ) ، لكن أن يُصور الجواد الذي يمتطيه الرئيس على أنه جواد الثورة ويأتي ذلك على الغلاف الأمامي للمجلة فذلك أمر أشق على النفس من أن تمرره ببساطة أو تستوعبه هكذا بسهولة ، فالقاصي والداني يعرف الدور المتأخر لمشاركة الإخوان في الثورة المصرية ، بل كانت قياداتهم من المتحفظين على المشاركة فيها إبتداءاً ، لكن حينما بدا يلوح في الأفق أن الثورة بالغة مرادها لا محالة نزل الإخوان إلى الميادين والشوارع لحصد المكاسب وجني الثمار في غفلة من الثوار الحقيقيين .

 إن جواد الثورة الذي يمتطيه الرئيس في الصورة المبينة أعلاه لا يمكن النظر إليه – على الأقل بالنسبة لي – إلا في إطار الجريمة المنظمة التي تستهدف إظهار الأمور على غير حقيقتها التي يعرفها الجميع ، كما أنها لا تعدو أن تكون سوى إضافة مساحيق تجميلية رديئة سينبلج الوجه الحقيقي لصاحبها إن عاجلاً أو آجلاً ، أو كما يقول ويليام شكسبير أديب الإنجليزية الأكبر أن الخنزير لو إستخدم أفخر أنواع أحمر الشفاه فإن هذا لن يغير من حقيقة كونه خنزيراً .

هذا تعليق بسيط على صورة مقززة تُسارع من وتيرة سقوط الأوراق التي تغطي سوءات الجماعة وما أكثرها من سوءات .

ليست هناك تعليقات:

أرشيف المدونة

زوار المدونة

أون لاين


web stats
Powered By Blogger

مرات مشاهدة الصفحة