2009/11/23

مصر والجزائر ... لم ينجح أحد !!

تلبس القوم في الجزائر فحملوا عصا موسى لتأديب فرعون من جديد ، وحالوا إستنبات تفسير عصري لآية إدخلوا مصر إن شاء الله آمنين ، فهب المصريون صارخين ألا لا يجهلن أحد علينا فنجهل فوق جهل الجاهلينا ، وإذا مات منا سيدُُ ُ قام سيدُ .

في الحقيقة أن شخص ما في القاهرة كان يمسك بطرف الخيط ، وشخص آخر في العاصمة الجزائر كان يمسك بالطرف الآخر ، وعلى طول الخيط المشدود كان يتأرجح الجميع ، وحبس الناس أنفاسهم من أن يقوم أحد الطرفين بإفلات الخيط من يده فيهوي المتأرجحون إلى هاوية من المجهول واللا معقول .. هذا إنطباع أولي رسخ بمخيلتي وأنا أتابع مجريات الأحداث التي تلت مبارة الكراهية التي جمعت بين المنتخبين المصري والجزائري يوم الثامن عشر من نوفمبر الجاري بالسودان في التصفيات المؤهلة لبطولة كأس العالم 2010 والتي كسب الفريق الجزائري بطاقة التأهل لها بينما خسرها نظيره المصري ، وبإنقضاء المباراة تم تدشين أحد أكثر فصول الحمق بين بلدين عربيين على خلفية ما قيل أنها إعتداءات طالت الجمهور المصري الذي كان حاضراً للمبارة من قبل الجمهور الجزائري ، فنصبت على عجل خيام عصرية لسوق عكاظ رسم الشعراء فيها صور قاتمة وباكية وإستحثوا الهمم الجائعة والنفوس النهمة فتنادى القوم فيما بينهم أن أصبروا وصابروا ورابطوا ، إن هذا لشئ ُيراد ، وبات البلدان في قلب الإعصار ، وقرع المتعصبون طبول الحرب في إنتظار إشارة لبدء موسم طويل من الأحزان .


وفي خضم الموسم الشاتي أيقظ الجميع التاريخ من سباته وقلبوا صفحاته العتيقة وأعادوا محاولة قراءة سطوره من جديد لعل في ثنايا السطور ما يعين على حرب المن والمعايرة فتطايرت إلى الأسماع أيقونات متحفية من عينة دولة المرابطين وحرب التحرير الجزائرية ، وهواري بومدين ، وجميلة بوحريد ، وجمال عبد الناصر ، حتى وردة الجزائرية لم تكن غائبة عن المشهد .

أما على الصعيد الشخصي وبصراحة فقد رسبت في إمتحان الثبات والقدرات ، فبعد المباراة وعلى طريقة الكبار في لعبة التنس أطحت بجهاز الريموت كنترول بضربة Back Hand رائعة خرجت على أثرها أحشائه جميعاً في لقطة أظهرت كم جينات الغوغائية التي أتمتع بها ، وبدا لي الأمر بعد ذلك وكأنه في حاجة إلى تبرير أمام إبني الذي كان يشاهد المبارة معي فألقيت عليه سؤال على طريقة مدرسي اللغة العربية ذوي النظارات الطبية السميكة مسائلاً إياه :-
- ضع علامة () أو علامة (×) أمام العبارة التالية :

لست حزيناً لهزيمة المنتخب المصري ، ولكن ما يحزنني حقاً هو أن تصعد الجزائر .
فأجابني إبني بسرعة ملفتة ... أضع علامة ()
قلت في نفسي .. نعم .. نعم .. فها هو غوغائي آخر في الطريق .

هناك 6 تعليقات:

غير معرف يقول...

عيدكم مبارك وأيامكم سعيدة وكل عام وأنتم والعائلة الكريمة خاصة البنات :) بألف خير وإن شاء الله ينعاد عليكم العام المقبل وكل عام وأنتم هناك في تلك الديار المقدسة تتنعمون بزيارة أشرف خلق الله عليه وآله أفضل الصلاة وأزكى السلام..

البنات حسنات يقول...

سراج ... بارك الله في أيامكم وختم بالصالحات أعمالكم وجزاكم خيراً ودمتم سالمين .

غير معرف يقول...
أزال المؤلف هذا التعليق.
البنات حسنات يقول...

الأخ / م. عبد القادر بيوز
بعد التحية
شاكر لك تهنئتك الرقيقة ، وكل عام وأنتم بخير ، مررت على ضفافك المتوهجة ، مدونة جادة بحق ، وأعتقد أن بها ما يعينني على القول بوجود قوائم مشتركة فيما بيننا ، أدام الله عزك وختم بالصالحات أعمالك .

غير معرف يقول...

[قطة أظهرت كم جينات الغوغائية التي أتمتع بها ]
الإمام علي(ع) يصف الغوغائيين بأنهم: إن أجتمعوا ضروا وإن تفرقوا نفعوا :)
مع خالص الإعتذار..

البنات حسنات يقول...

صدق أمير المؤمنين ولا ريب ، فقد عهد قطاع من أصحابه على تلك الشاكلة ، وأسال الله لي ولك العافية من شر الغوغائية وأصحابها ، ولا داعي للإعتذار فإني بنشر تعليقك أتحلل رويداً رويداً من غوغائيتي ، وأهلاً بك دوماً .

أرشيف المدونة

زوار المدونة

أون لاين


web stats
Powered By Blogger

مرات مشاهدة الصفحة