2015/04/27

الأزهر وسنينه !!

نتيجة بحث الصور عن الأزهريون

بقلم : ياسر حجاج

نعم .. فقد نجح الأزهر الشريف جداً ، في دفع قناة فضائية إلى وقف بث برنامج يدعوا إلى التفكر والتثبت والمراجعة ، بينما لم يفعل الشئ ذاته عندما قامت ذات القناة ببث مجموعة  حلقات من مسابقة مونديال الراقصات ، اللائي تبارين في إظهار مهارتهن ومفاتنهن فيما يًسمي بالـBelly Dance  أي الرقص الشرقي .
ويبدو أن هناك أحد ما قد قام (كالعادة) بعمل (التخريجات المناسبة) لتبرير هذه الإزدواجية ، تأسيساً ربما على قاعدة أن (إظهار المفاتن) ، أخف ضرراً من (إبراز المخازي) ، ومن ناحية أخرى ، لا أدري حقيقة الثمن الذي قد ينتظره صاحب القناة ، إن لم يكن قد قبضه بالفعل .

عند كل محاولة للفهم ، وفي ضوء كل تحريض على الوعي ، كان هناك دائماً فرسان المعبد عبر العصور ، في وضع الإستعداد الدائم لإنجاز المهام ، وفي خلفية المشهد ستجد أن هناك من يرقب من بعيد ، من خلال أستار داكنة ، ونوافذ عتيقة الطراز ، حيث يجري من خلفها العكوف على إستنبات بعض من مقاطع لغة تليدة ، يتم مزجها بأقوال أهل الأمصار ، وما بين راجح ومرجوح ، وفاضل ومفضول ، وجاذب ومجذوب ، وكل شئ وضده ، تأتي مرحلة (الضرب والقسمة) ، (والحذف والإضافة) فيطيب الطهى ، على نار لم تنطفئ جذوتها منذ قرون ، وما أن تفوح الرائحة ، ويسيل الدهن ، يصدر التكليف ، فتنطلق السهام المصقولة في كل إتجاه ، فتصيب ما شاء لها أن تصيب ، وتردع كل من تحدثه نفسه (الآثمة) بمحاولة إعادة تأمل النصوص ، أو التمرد على قانون (المحفوظات) ، وفقه (الُمعلقات) ، وعندما يبدى أحدنا تساؤلاً ، أو يُظهر إمتعاضاً ، يجد نفسه مُلقى - بلا رحمة- خارج أسوار الأبجدية بكل تفعيلاتها وتلويناتها البلاغية .

عجباً .. مازالت للآن تروق للقوم أحاديث السمر والنميمة بدار الندوة ، وإستراق السمع للجدل الدائر بسقيفة بني ساعدة ، والشماتة في الفرزدق من قول جرير ، والتشنيع على الحسن بن هانئ (أبو نواس) ، وإبداء قدر من التعاطف مع قيس المشبوب بحب ليلى ، والتبسم لدى مطالعة قدر من نصوص كتاب الإمتاع والمؤانسة ، أما محاولات الفهم وحسن الإدراك ، فغالباً ما يتم الإحاطة بها من كل جانب ، وإحباطها منذ الوهلة الأولى ، لأن إستفحال الأمر ، وما يستتبعه ذلك من بسط سلطان العقل ، سيجعل بضاعة القوم راكدة ومكدسة في الطرقات ، لا تجد من يلتقطها ولو بأزهد الأثمان ، فينشأ صراع إستقطاب الزبائن (أنا وأنت) ولو بالقوة ، ويغدو الدين مغروزاً وتائهاً في آليات وإقتصاديات السوق ، وقوانين العرض والطلب ، والنشر والحجب ، والإتاحة والحرمان ، دون مراعاة لأية معايير دينية أو أخلاقية .

لا أدري إن كان بوسع الأزهر أن يقدم كشف حساب للأمة عن العقود الأربعة الأخيرة ، يبين من خلاله إنجازاته ، ونتائج مجهوداته الروحية (جداً) ، والدعوية (جداً) ، والوسطية (جداً) ، إزاء المشكلات التي تعصف بالمجتمع كالبطالة والفساد وسوء الأخلاق والضائقة الإقتصادية والعنف والإرهاب وغيرها ، اللهم إلا تلك الأقوال (المتكلسة) فارغة المضمون ، تافهة المحتوى ، التي لا ينبني عليها عمل حقيقي ، ولا تصلح بذاتها لأي نهضة ولو في حدها الأدنى ، وإلا فإن واقع الحال يُنبئ أننا تقريباً لا نكاد نشعر بوجود الأزهر إلا من خلال تشنجات بعض من مشايخه ، وتلك الحالة العصبية الضاغطة عليهم لدى أي حديث من أي أحد عن ضرورة تجديد خطابهم الديني ، حيث تنتفخ أوداجهم ، ويظهر بوضوح عصبهم العاري الذي يحاولون بكل وسيلة مداراته ، إنما فقط بعمائمهم الحمراء .

ليست هناك تعليقات:

أرشيف المدونة

زوار المدونة

أون لاين


web stats
Powered By Blogger

مرات مشاهدة الصفحة