2020/05/16

شيءٌ من المرحِ والجنون !


بقلم: ياسر حجاج

ما أفاءَ الله على الإنسانِ من نعمةٍ قدر عطية الجمال، سواءً الجمال المنثور في الكونِ، أو ذاك المركوم أو المتواري خلف ثنايا المُهج والأرواح.
تمثلُ الصورُ واللوحات الفنية للإنسان تحديًا حقيقيًا وفريدًا، من حيث قدرته على ترجمة إحساسه بها، من خلال تتبع الأثر الذي سرى بفؤاده، أو الشعور الذي وقع بروعه.
بالطبعِ ليس الجميع سواسية في قدرتهم على تلقف الرسائل الفنية والمضامين العميقة أحيانًا التي تتوارى خِلسةً من وراءِ الخطوط والألوان والتفاصيل.

ومع ذلك فإن الميزة العظيمة للإنسان تتجلى في انفعاله بجمال اللوحات الفنية، وإحساسه الفريد بحركتها النابضة، إلى الحد الذي قد يدفعه أحيانًا لإعادتها إلى الحياة بشكلٍ جادٍ أو ساخرٍ يغلبُ عليه المرح.
من المفيدِ التأكيد على أن الأعمالَ الفنية ستظل طوال الوقت تعملُ بمعزلٍ عن صاحبها، أي أن المتلقي ليس مُلزمًا على الإطلاق بتبني وجهة نظر الفنان، أو إلتزام حالته النفسية أو تتبع معاناته بصورةٍ من الصور، لكي يكون قادرًا على إستخراج الدلالة او فهم المُراد .
فأنت تستطيع أن ترى في العمل الفني ما لم يره الفنان ذاته، وأن تستخرج منه المعاني والإيحاءات التي تحلو لك، ذلك أن الفيصل هنا هو الأثر الذي حرك شجونك أو داعب وجدانك، دون أن ننسى بطبيعة الحال فهم الفنان لإبداعه، وحريته المطلقة وغير المُقيدة في توصيفه لعمله على النحو الذي يريد.
الصور المرفقة هنا، محاكاة بديعة أيضًا لمجموعة من اللوحات العالمية ذئعة الصيت، تعرضت لقرصنة مُباحة، وإستيلاءٍ محمود، غدت على اثره كلُ لوحةٍ لوحتان، واحدة أصلية وأخرى مشغولة بخيوط مرحة، وموشاة بكم لا محدود من المرح والفكاهة والدلالة أحيانًا.

الفن هو رسالة الله، والجهامة خُلق شيطان.---
---

 ---

---



---

---

ليست هناك تعليقات:

أرشيف المدونة

زوار المدونة

أون لاين


web stats
Powered By Blogger

مرات مشاهدة الصفحة