2009/10/07

شيخ الأزهر ... الشيخ الأزمة


في الحقيقة إن الحديث عن أرباب المناصب الدينية الرفيعة والرتب الروحية يتطلب قدراً عالياً من اللياقة لدى طرح أي من القضايا التي ترتبط بأصحاب هذه المناصب والرتب وذلك بالنظر إلى طبيعة هذا المنصب أو تلك الرتبة لإتصالهما معاً بقدسية الدين أو المذهب الذي يمثله كل منهم وهذا أمر بديهي مستقر ، ذلك أن لكل مقام مقال ، كما أن إنزال الناس منازلهم التي يستحقونها لهو أمر جدير بالإعتبار ، بيد أنني وللأسف لا أجد فضيلة الإمام الأكبر الشيخ / محمد سيد طنطاوي شيخ الجامع الأزهر ممن تنطبق عليهم هذه القاعدة بل وأراه إستثناءاً صارخاً لها وذلك لدأبه الحثيث على البقاء في دائرة ومحور الأزمات الإعلامية والمجتمعية بتصرفاته وتصريحاته المثيرة للجدل حتى أنه ليخيل لي أن فضيلته ما عاد يألف مباشرة مهام منصبه الرفيع دون إفتعال أزمة هنا وأخرى هناك .

وما واقعة نهره لإحدى التلميذات بأحد المعاهد الأزهرية الإعدادية لإرتدائها النقاب إلا حلقة جديدة وليست أخيرة من فصوله الباردة بل أن فضيلته إعتزم إصدار قرار رسمي بمنع ارتداء النقاب داخل المعاهد الأزهرية ومنع دخول أي طالبة أو مربية المعهد مرتدية إياه ، وإني والله ليبلغ بي العجب مبلغه ، فما الذي يضير فضيلته في إرتداء طفلة أو صبية أو سيدة لنقابها ؟ لماذا يضع نفسه كحجر عثرة في دروب المتقربات إلى الله ؟ فإرتداء النقاب على إختلاف الأراء الفقهية فيه ما بين أنه واجب أو مستحب وأنه عادة أكثر منها عبادة فإنما شأنه يعود في المقام الأول لمن ترتديه وكان حرياً به وهو الشيخ المتولي لسدة أرفع المناصب لمؤسسة دينية في العالم الإسلامي أن ينأى بنفسه عن هكذا منزلق وأن ينحاز إلى اللائي يردن العفاف وصون الأعراض وأن يكرس وقته للعمل على ترسيخ مبادىء الدين الحنيف في نفوس أتباعه ، ولكنه الهوس الذي يستشري في أوصال الشيخ ليظل في خصومة فكرية أو قطيعة مع من يخالفونه الرأي ولا يذهبون مذهبه حتى من بين العلماء والنظراء والأنداد له.

وبدا لي أن الشيخ ربما يحفل كثيراً وهو يرى كثير من المداد ينسال تعليقاً على أرائه ، وأرى أن مشيخة الأزهر أكبر كثيراً من أن يملأها هذا الشيخ الذي بات وبإمتياز مستحقاً للقب الشيخ الأزمة التي أدعوا الله أن تجد طريقها إلى الحل قريباً ، أما عن قوله للطالبة المسكينة أنه يفهم في الدين أكثر منها ومن اللي خلفوها ، فبدا لي الأمر وكأنه في حاجة إلى دليل عليه ذلك أن الدين الذي يتحدث عنه فضيلته إنما يحث أتباعه على التحلي بمكارم الأخلاق والمجادلة ليس بالحسن فقط وإنما بالتي هي أحسن ، إن أقل ما يجب فعله من ذاك الشيخ أن يقدم إعتذاراً علنياً للطالبة المنكوبة بلقاءه وفي ذات الفصل الدراسي الذي نهرها فيه مع إعتذار آخر علني للي خلفوها ، وعندها .. وعندها فقط قد نقول له هكذا تورد الأبل يا فضيلة الشيخ .

ليست هناك تعليقات:

أرشيف المدونة

زوار المدونة

أون لاين


web stats
Powered By Blogger

مرات مشاهدة الصفحة