2009/10/11

مهلاً يا صاحب الفضيلة

أزمة تتلـوها أزمة 1/3


تزايدت ردود الفعل على عدة مستويات في اليومين الماضيين على خلفية قيام فضيلة الإمام الأكبر الشيخ / محمد سيد طنطاوي شيخ الجامع الأزهر بزجر طالبة صغيرة لإرتدائها النقاب بمعهدها الدراسي الأزهري ، ويبدو أن ردود الأفعال المناوئة قد مست عصباً ملتهباً لدى صاحب الفضيلة فجمع فضيلته على عجل المجلس الأعلى للأزهر بالأمس وإستصدر قراراً بمنع المنتقبات من الطالبات حتى من الدخول إلى المدينة الجامعية التابعة لجامعة الأزهر والمخصصة لإسكانهن وإيوائهن ، وبذلك فإن فضيلته آثر إتخاذ منحىً تصعيدياً جديداً وحاداً مع أولئك الذين خالفوه الرأي ولم يلفوا لفه وقام بتوسيع فجوة التوتر التي لا يهنأ له عيش فيما يبدو إلا في قعرها .

فمن لهؤلاء الطالبات المغتربات وما ذنبهن وهن في مقتبل عامهن الدراسي الجديد وقد وجدن أنفسهن بلا مأوى وُسدت أبواب المدينة الجامعية في وجوههن ؟ كيف يتسنى لهن مباشرة دراستهن بلا مأوى ولا سكن ؟ ومن أين لهن بتكلفة السكن الخاص ؟ ولما ُيخيرن ذلك الخيار الصعب المرير .. إما نقابك .. وإما المدينة الجامعية ؟ وعلى حد علمي فإن المدينة الجامعية التابعة لجامعة الأزهر ليست من ضمن أملاك صاحب الفضيلة الخاصة ولا أورثها له والديه رحمهما الله ليتصرف يشأنها تصرف المالك لما يملك ، وإنما هو مأذون في إدارتها ورعاية شئونها بما ينعكس إيجاباً على الدارسين والخريجين خدمة وصوناً لدين الله والتي ما ُأنشئت مؤسسة الأزهر من أساسها ولا ُأبتدعت له مشيخة إلا رعاية لهذه الغاية وتحقيقاً لهذا الهدف النبيل ، ومن المعلوم أن الإصرار على هكذا قرار سيزيد من مرارة الخلاف وسيحدث قدراً من اللغط والشحناء وسيكون الأزهر وشيخه الخاسران الأكبران من ورائهما ، وإذا كان قرار منع المنتقبات من دخول المدينة الجامعية كان بداعي المحافظة عليهن وصونهن فمن المعلوم أن تكلفة رحلة واحدة لشيخ الأزهر خارج البلاد إلى حيث المدن والبلدات الإسلامية المترامية الأطراف كرحلته الأخيرة إلى طشقند لكفيلة بتوظيف مشرفات وموظفات مختصات يكون عملهن هو التأكد من شخصية كل منتقبة تلتحق بالمدينة الجامعية كلما غدت أو راحت فيتحقق مراد الأمن المنشود لتلك الطالبات المنتقبات دون أن نضيق عليهن أو نوقعهن في حرج خلع النقاب الذي يمثل لهن فضيلة يتقربن بها إلى الله ، ومن المعلوم شرعاً أن الضرورة إنما ُتقدر بقدرها ، وأن الأمر إذا ضاق إتسع يعني أنه إذا ظهرت مشقة في أمر ُيرخص فيه ويوسع بالتدابير الشرعية والعملية طالما كانت ممكنة .. نقول لك ذلك يا صاحب الفضيلة لتعلم أن عوام المسلمين كخواصهم يفهمون في الدين كذلك هم واللي خلفوهم أيضاً .

وفي سياق متصل ومساء الأمس السبت الموافق 10/10/2009 طل علينا فضيلته بطلعة غير طيبة ولا بهية في برنامج العاشرة مساءاً بقناة دريم الفضائية في حضرة مقدمته السيدة / منى الشاذلي في محاولة منه لتجميل ما لا ُيجمل فإذا به يزيد الطين بلة وبدا عصبياً متوتراً حاداً وهو يجيب عن أسئلة مقدمة البرنامج والتي بالمناسبة لم تكن لا منتقبة ولا مختمرة ولا محجبة ولا يوجد حتى غطاء بسيط على رأسها يعانق شعرها المتهدل بإنسيابية أخاذة على كتفيها بل على العكس تماماً كانت في حلة ناعمة كاملة الأنوثة وهي في حضرة صاحب الفضيلة والذي بدا وكأنه أنه لم يجد في أي من ذلك غضاضة ولا حرجاً بل واصل حديثه معها دون أن يحول ناظريه عنها وهو المأمور بغض البصر شأنه في ذلك شأن عموم المسلمين ، والحقيقة فإن مشكلته ليست مع هؤلاء وأمثالهن وإنما مع ذلك الصنف الفاضل المبالغ في التعفف والتستر ، وأخيراً أقول لك يا صاحب الفضيلة مهلاً .. مهلاً فعند الله ستجتمع الخصوم ، فإلزم غرزك وأعد ليوم لقاء الله عدتك


أزمة تتلـوها أزمة 2/3


أزمة تتلـوها أزمة 3/3

هناك تعليقان (2):

غير معرف يقول...

يقال: "أن حسنات الأبرار سيئات المقربين " .. فكيف بهذه الحسنات إن قلبت إلى سيئات؟!
أين هو من قول الباري عز وجل {ولا تقف ما ليس لك به علما}.. من قال أنه أعلم من الـ "خلفوها".. فالله يخفي وليه بين عباده.
لا أنظر لهذا الموضوع من جانبه الديني وإن كان كذلك، بل على أنه أمر أخلاقي وما صدر من هذا الشيخ بحق تلك الفتاة هو منافي للأخلاق والذوق
رجل في سنه وفي مثل منصبه مالذي يضايقه من نقاب هذه الفتاة!.. ليأزم الأمر أكثر من ذي قبل بتصريحات لا مسؤولة!
لا يمكنني القول غير: أعظم الله لكم الأجر ولكل أحرار العالم بهذا المصاب الـ... :)

البنات حسنات يقول...

إلى سراج

لا أدري كيف وصلت الأمور وتسارعت الخطوات إلى حد أن أكتب متناولاً بالنقد شخصية دينية بحجم شيخ الأزهر ولكنه لم يترك لي ولا لغيري بداً من ذلك ، وعلى الدائر تدور الدوائر ... سعدت بمرورك .

أرشيف المدونة

زوار المدونة

أون لاين


web stats
Powered By Blogger

مرات مشاهدة الصفحة