2011/03/12

(8) هوى الإستبداد .. شرقي السمات


عبد الملك بن مروان بن الحكم ( خامس خلفاء بني أمية )
بعدما صعد المنبر ليلقي خطبته الدستورية التي توضح سياسته القادمة قال :
( والله لا يأمرني أحد بتقوى الله بعد مقامي هذا إلا ضربت عنقه ، ثم نزل ! )
من تاريخ الخلفاء للسيوطي

***

عائلة الطغيان

(4) الشمولية Totalitarianism

الشمولية أو مذهب السلطة الجامعة شكل من أشكال التنظيم السياسي يقوم على إذابة جميع الأفراد والمؤسسات والجماعات في الكل الإجتماعي ( مجتمع - شعب - أمة - دولة ) عن طريق العنف والإرهاب ويمثل هذا الكل قائد واحد يجمع في يديه جميع السلطات وهو في الغالب شخصية كاريزمية Charismatic له قوة ساحرة في جذب الجماهير ولهذا يلقبونه بالزعيم ، ويطيعونه طاعة مطلقة ، ومصطلح الشمولية لم يستخدم إلا في أواخر الثلاثينات من القرن 20 ، ومن الأمثلة التي شهدت تطبيقات له إيطاليا في عهد موسوليني ، وألمانيا في عهد هتلر ، وأسبانيا في عهد فرانكو والبرتغال في عهد سالازار وغيرها ولقد عبر موسوليني تعبيراً جيداً عن هذا المذهب في خطاب ألقاه في 1925/10/28 بقوله ( الكل في الدولة ، ولا قيمة لشئ إنساني أو روحي خارج الدولة ، فالفاشية شمولية ، والدولة الفاشية تشمل جميع القيم وتوحدها ، وهي التي تفسر هذه القيم ، إنها تعيد صياغة حياة الشعب كلها ) ، وعلى ذلك فالدولة الشمولية لا تقبل بمبدأ الفصل بين السلطات أو بأي شكل من أشكال الديمقراطية التي عرفها الغرب ، فلا رأي ولا تنظيم ولا تكتل خارج سلطة الدولة ، والترجمة الحقيقية للديمقراطية في المذهب الشمولي هي أن إرادة القائد أو الزعيم هي إرادة الشعب .


(5) السلطة المطلقة Absolutism

مصطلح السلطة المطلقة يعني الحكومة المطلقة نظرياً وعملياً ، أو هي تلك الحكومة التي لا يحدها حد من داخلها ، والواقع أن هذا المصطلح لم يعد له معنى محدد الآن فهو يستخدم على نحو فضفاض ليدل على حكومات تمارس السلطة بلا مؤسسات نيابية أو كوابح دستورية ، وعلى الرغم من أن هذا المصطلح أصبح الآن في ذمة التاريخ ، بمعنى أنه لم يعد أحد يناقشه في العالم المتقدم سوى المؤرخين ، فإنه لا يزال جديراً بالدراسة الفاحصة في دول العالم الثالث التي تتقلب عليها أشكال مختلفة من الحكم المطلق في صور متنوعة .

(6) الأتوقراطية Autocracy

مصطلح يعني الحاكم الفرد الذي يجمع السلطة في يده ويمارسها على نحو تعسفي ، فقد يكون هناك دستور ، وقد تكون هناك قوانين تبدو في ظاهرها أنها تحد من سلطة الحاكم أو ترشده ، غير أنه في الواقع يقدر أن يبطلها إذا شاء أو يحطمها بإرادته ، ومعظم المنظرين يعتقدون أن الحكم الأتوقراطي يتطلب تركيز السلطة في يد شخص واحد لا في يد جماعة أو حزب أو مؤتمر ، فحكم الطغيان الذي مر معنا من قبل يمكن أن يوصف بأنه أتوقراطي ، كذلك حكم اباطرة الرومان ولا سيما في العهد البيزنطي ، كما نجد تطبيقاً للنزعة الأتوقراطية في المعتقدات القديمة المتعلقة بالطبيعة الإلهية للحاكم أو لحق الملوك الإلهي ، بل يمكن أن توصف بها أنظمة متعارضة أتم التعارض ، فحكم قيصر روسيا قبل الثورة كان حكماً أتوقراطياً ، وبالمثل كان حكم ستالين .

ُيتبع

ليست هناك تعليقات:

أرشيف المدونة

زوار المدونة

أون لاين


web stats
Powered By Blogger

مرات مشاهدة الصفحة