2011/09/05

جديد الأجوبة


عزيزي / أبو البنات
سلام الله عليك ورحمته وبركاته ،،،

وصلتني رسالتك ، ووعيت مقالتك ، ثم أخذتني الفكرة فتملكتني الحيرة ، فكيف لي أن أتعاطى مع أسئلة تحمل الإجابة عنها ناراً وباروداً ، يا عزيزي .. إن كل أسئلتك كان يمكن إختصارها في سؤال واحد وهو ( لماذا أنت هنا في حين كان يجب عليك أن تكون هناك ، ولما أنت هناك في وقت كان يتعين عليك أن تكون هنا ؟ ) وإذا صدق حدسي أو تحليلي فإنك لست هنا ، كما أنك لست هناك ، وإذا بلغ بك الظرف مداه فسألتني ( حسناً .. فأين أنا ؟ ) فسأقول لك بلا تردد ( أنت لست في أي مكان ) ، فإذا كنت لا تشعر بوهج اللحظة فأنت لا تعيشها ولا تعيشك ، وإذا إنساب الزمن منك وإنسبت منه فمن الواضح أنكما تعيشان معاً في حالتي خصام وعناد ، يود أحدكما لو يتخلص أو يتخفف على أقل تقدير من عبء ملازمة الآخر ، فأنت تطرد اللحظة وهي لا تأبه بك ، تتجاهلها فتنصرف عنك ، وإذا عدت فراودتها تمنعت عنك ، فلا أحد عاقل يا عزيزي يحتقر الزمن ، وحسب رأيي فأنك يجب أن تكون متصالحاً مع اللحظة ، خذها على علاتها تهبك أجمل ما فيها ، وإن تعلقت بها باحت لك بجميل أسرارها .

هل آلمتك كلماتي ؟ ليتها تفعل ، ولكن ماذا عساي أقول لمن يجاهر بالقول أنه قد عاش أكثر من اللازم ، لكن لا بأس ، فقط وددت إخبارك أن الخيارات مازالت متاحة أمامك وأن الوقت لم يمض كله ، فتحين لذلك الأمر لعل لحظتك الحقيقية هي الآن وليست لاحقاً ، وأرجوك أن تبادر إلى العمل وتكف عن المراوغة ، وفي سبيل ذلك لن أهبك نصحي المخلص فحسب وإنما سأقترح عليك تغيير بعض من عاداتك السلوكية الموغلة في القدم ، ذلك أن التغيير من وقت لآخر ينشط الإحساس ويدفع الهمة لاسيما إذا كان التغيير إلى الأفضل ، وعليه يرجى تتبع ملخص الإرشادات التالي الذي قمت بإستقائه من واقع خبرتي بك ، ولا تحاول تصنع التلطف فتسألني عما إذا كانت هناك صور توضيحية مرفقة ضمن هذه الإرشادات .

على الصعيد النفسي والسلوكي : أزل حائطاً واحداً على الأقل من الحوائط الأربعة المحيطة بك لترى العالم من حولك .. مزق ستائر الغرف التي تحجب عنك طور نمو الزمن .. لا تكثر من النظر في المرآة ، فلن ترى سوى نسخة مكررة لصاحب الفرص الضائعة .. عد من جديد فإرتدي ساعة يدك ، فسيعطيك هذا مؤشراً على كون الزمن يمضي ولا يقف .. تحلل رويداً رويداً من ألوان ملابسك القاتمة ، فالأسود يا عزيزي لم يعد سيد الألوان .. كف عن وضع يدك على فمك وأنت تستمع إلى الآخريين ، فالصمت موات مطبق .. ليتك تكف عن التحدث إلى نفسك بصوت مسموع ، فتكون أنت الصوت وتكون أنت الصدى .. أدري أنك تتحاشى النظر في عيون الآخريين ، ولكن أعطِ فرصة للآخريين للنظر إليك .. تحسس موضعاً لقدميك ، وإنما دون نظر دائم إلى الأرض كما تفعل .. حاول التخلص من الكرافتات وأربطة الأحذية فلديك من العقد ما يكفي .. إن تغييراً بسيطاً في موضع فراشك ودولاب ملابسك سيكون له مردود طيب عندما تكسر به حالة روتينك الرتيبة ، ولن يكون أبداً بمثابة إنقلاباً على قواعد الكلاسيكية العتيقة التي تهواها .

وعلى صعيد العادات الغذائية والصحة البدنية : إستبدل فنجان القوة الصباحي بآخر للينسون ، وإعلم أن إعداد القهوة بنفسك ليس كله منتهى الشاعرية كما تزعم .. خفف من التدخين ما إستطعت ولا تكرر على مسامعي حججك الواهية عن رومانسية خيوط الدخان المتصاعد .. الشاي الأخضر أفضل من نظيره الأحمر كما يقول الأطباء ، ولا تكرر مقولتك البائسة أن الأطباء جميعهم أفاكون .. تعلم البهجة من السلطة ذات الخمسة ألوان دون أن يكون من بينها اللون الرمادي إياه .. كن قربياً من مصدر دائم للمياه لما لها من طاقة إيجابية على البدن ، دون أن يعني ذلك أن تأخذك حمامك فيما يزيد على النصف ساعة كما جرت وتجري بك العادة .. تجنب سماع الأخبار السياسية وبرامج التوك شو قبل ساعة واحدة على الأقل من نومك لكي لا يبلغ بك الإنفعال مبلغه فتدير حواراً سياسياً إفتراضياً مع وسادتك .. وأخيراً يجب أن تعي أن مشروب البيبسي ليس أهم منجز حضاري لبني الإنسان حسب قولك .

هذا يا عزيزي ما وسعني ذكره ، أقوله لك وأنا عليك والله مشفقة ، وإن كنت على يقين بأن مقولاتي لن تجاوز سمعك العابر ولا بصرك الذي إستمرأ التمرد على الرؤية .

شويكار

هناك تعليقان (2):

غير معرف يقول...

[خذها على علاتها تهبك أجمل ما فيها].. لأنك ستكون صابراً محتسباً:)
[وإن تعلقت بها باحت لك بجميل أسرارها].. لا هذه ليست صحيحة دائما يعني أنت وحظك!

لا أرى في حلول مدام شويكار إلا برداً وسلاما.. صحيح ان بعض حلولها صعب التطبيق كونه يتطلب الإستدارة 180 درجة.. لكن مثلما يقولون: العافية درجات:)

البنات حسنات يقول...

العافية درجات ؟ ربما هذا صحيح ، لكن مشكلتي أن عافيتي تنتهي دائماً عند الدرجة رقم 179 ولم تصل أبداً إلى الرقم 180، أما برد وسلام حلول مدام / شويكار فهذا يبدو نظر متعجل لأني أعكف الآن على الرد عليها ، وشكرا لمرورك يا باشمهندسة .

أرشيف المدونة

زوار المدونة

أون لاين


web stats
Powered By Blogger

مرات مشاهدة الصفحة