2015/05/03

ويسألونك عن المؤامرة !!

نتيجة بحث الصور عن المؤامرة

بقلم : ياسر حجاج
توجد المشكلات ، لأنه لابد لها أن توجد ، فمهما كانت درجة وعيك ، فإن المشاكل ستحدث في جميع الأحوال ، إما بسبب نزقك الشخصي ، وتفلتك غير المحسوب ، وإما بسبب أولئك الأفاكون الذي يعيشون معك أو من حولك ، أو لأنها سنن ممهورة بختم القدر .
وعلى حد علمي فإن المهارة الأساسية للإنسان تكمن في قدرته ، لا على منع حدوث المشاكل ، لأنها ستحدث رغماً عنه ، وإنما في قدرته على القراءة المبكرة لأثارها وتداعياتها ، فالحصار المبكر ، والمعالجات الناجزة ، هي وحدها القادرة ، لا على حل المشكلة ، وإنما على تحجيم أثارها وحصرها في أضيق الأمكنة ، حتى تعود فتنشط ، في وقت آخر ، ولربما مع أناس آخرين ، وبصور جديدة أحياناً .

تكبر المشكلة ، وتتفاقم أولاً بإنكارها ، ثم في مرحلة لاحقة بالإستهانة بها ، ثم التهوين من أثارها ، فإن باتت حقيقة قائمة بذاتها ، تأتي غالباً مرحلة التعايش معها ، فالإستسلام التام لها ، ومن بعدها تأتي الحقبة الأخيرة الخطيرة المؤذنة بالتماهي المتبادل فيما بينك وبينها ، لتصبحاً معاً كياناً واحداً وملتصقاً ، لا وجود لأحدكما دون صاحبه ، فتصير المشكلة أنت ، وأنت هو المشكلة ، بالمناسبة كثيرون منا لا يدركون هذه الحقيقة ، وإن أدركوها ، فإن آوان مجابهتها ، أحياناً يكون قد فات ، ولأن أحدهم (هنا أو هناك) عنيد ومكابر ، ويتأبى على الإقرار بالخطأ ، حتى بينه وبين نفسه ، تجده - عوضاً عن ذلك -  يقفز القفزة الأخطر في حياته ، والتي غالباً ما يصعب تدارك نتائجها النهائية ، عندما يصطنع - من تلقاء نفسه - أعداءً متربصون يُلقي عليهم تبعة كل إخفاقاته ، وليحملون عنه عبء كل رزاياه ، رويداً رويداً يتحول الإختلاق إلى واقع ، فحقيقة معاشة ومصدقة ، ليبدأ بعدها في (جهاده) المجيد ، وحربه (المقدسة) ضد طواحين الهواء ، التي تعد أطول حرب عرفتها البشرية وحتى الآن ! .

ولأننا تجاوزنا زمن الخرافة ، والميثولوجيا الأغريقية القديمة ، ومل الناس أو كادوا من الإنصات المتكرر لحواديت ألف ليلة وليلة ، فكان لابد من إصطناع كائنات خرافية بمذاقات جديدة ، ونكهات عصرية ، ولكن مع الإبقاء على عنصري التشويق والإثارة المحفورين بعمق في ذاكرتنا العربية منذ القدم ، فالكائنات الجديدة سيكون لها أذرع وسيقان عديدة أيضاً ، تنفث النار من فيها ، وتهدر بصوت يملأ الأفاق ، وقادرة في الوقت ذاته على التشكل ، والظهور والإختباء ، حسب الرغبة ، وكلما دعت الحاجة .

كل ما عليكم ليس سوى التأكد من أنكم قد دفنتم رؤوسكم في الرمال بإحكام ، ولتتركوا الكائن الجديد يقوم بإنجاز المهمة عنكم ، فلن يكون بوسع أحد من اليوم لومكم ، أو مؤاخذتكم ،  أو حتى معاتبتكم .

فأهلاً بكم إلى حيث كائننا الخرافي الجديد !
أهلاً بكم إلى عالم المؤامرة !

ليست هناك تعليقات:

أرشيف المدونة

زوار المدونة

أون لاين


web stats
Powered By Blogger

مرات مشاهدة الصفحة