2014/12/08

د. ياسر ثابت .. ذلك الأنيق .



بقلم : ياسر حجاج
غالباً ما ُيفرق علماء اللغة العربية ما بين الفصاحة والبلاغة ، ولا يجعلون منهما شيئاً واحداً ، فيطلقون الفصاحة على اللفظ ، بينما يخصون البلاغة بالمعنى ، فيقولون هذا لفظ فصيح ، وذاك معنىً بليغ وليس العكس .
 فإذا كنت من ذلك الصنف الذي تستهويه الكلمات في مبانيها ومعانيها (فصاحة وبلاغة) ، فأعتقد أنه سيكون من المناسب جداً لك أن تقفز خطوة أخرى إلى الإمام ، وتقف على منطقة قديمة جديدة في عوالم اللغة يكاد لا يلتفت إليها أحد إلا فيما قل أو ندر ، وأقصد بها أناقة اللغة لفظاً ومعنى ، لن أتولى هذه المهمة بنفسي - فأنا دون ذلك - وإنما سأدلك على من يصطحبك في نزهة عبر متجره الأنيق ، فيدلك بدوره على آخر خطوط الموضة ، ويعرض عليك تشكيلة واسعة موضوعة بإنتظام فوق أرفف الحكايا والتاريخ والسياسة والأدب والفن بل والرياضة أيضاً .. ذلك هو الخمسيني الشاب د. ياسر ثابت .

صنف قليل من الناس - هو واحد منهم -  يصعب عليك إحاطته ضمن إطار تقليدي محدد ، أو وضعه في قالب جامد مُجهل ، وذلك بالنظر إلى الملكات الشخصية ، والصفات الذاتية التي يتمتع بها ، هو لا يتأبى على الأطر ولا على القوالب ، بل ان الأخيرة هي من تعجز عن إستيعابه ولملمته ، يبدو وكأنه شجرة سامقة تلاطم الهواء حيناً وتداعبه أحياناً ، وتجاوز بكبرياء حدود الأسوار المحيطة ، فتراها تُلقى بظلها وثمرها على المارة ، وترسم لحظات من السكينة والجمال في أعين الناظرين ، وأحياناً تغدو وكراً هنياً للمحبين الذين سأموا نظرات ذلكم النفر من الفضوليين ، بدا لي الرجل أيضاً وكأنه جدول ماء فاض فجاوز حدود ضفتيه، فانساب يسقى الزروع ، ويروي المتعطشين ممن إمتدت أياديهم إليه بكؤوس خاوية فيعودون بغير ذاك الوجه الذي ذهبوا به وقد إبتلت عروقهم ، وهو في النهاية من يمنحك فرصة فريدة بأن تقف على شاطئه وتقترب ، ثم تنظر إلى صفحته الجارية فترى فيها وجهك وقد إستحال أجمل وأرق .

على ناصية متجره يعج الرواد ويتهافت المعجبون ، وهو بأدبه الجم وتهذيبه - الزائد عن الحد أحياناً - لا يرد طلباً ولا ينهر سائلاً ، ويؤكد لك ولغيرك أن متجره ما كان ليكون إلا لرغبته في أن يتقاسم مع الجميع ألوان المحبة والجمال التي تجمع بين التراكيب المرصعة ، والتلوينات المبتكرة ، فضلاً عن أحدث أنظمة الإضاءة التي من شأنها توسيع حدقتك ، فتقع عيناك إثر ذلك على مواضع ما كنت لتتخيل أن يهتم بها أحد ، فاهتمامه بالتفاصيل الصغيرة أمر مثير للدهشة ، بل وإستثنائي تماماً .

للرجل مع الكلمة شأن ، وأي شأن ! تأتيه ممازحة ببراءة ـ فيأبى إلا التحرش بها ، فتراه يجردها ، ويعود فينضجها ، ثم يكسوها ، فإن طابت رمى بها على وجوه المحبين والمتابعين ، فتقع في أفضل محلة من نفوسهم ، ومطارح أفئدتهم ، ولكي أكون أميناً أود التنبيه على أنني لم أقرأ له للآن كتاباً ، وإنما كونت هذه الإنطباعات من إشارات ومقاطع معقولة من كتب ومقالات سابقة له ، فضلاً عن المتابعة اليومية تقريباً لما يجود به على صفحته على الفيس بوك .

قبل أن تتسرع ، لزم تنبيهك بأن ويكيبيديا لن تسعفك في التعرف عليه ، حيث يصعب تصنيفه بشكل محدد ودقيق ، فلا تدع التخمينات تلعب برأسك وتساءل نفسك عن كنه الرجل ودخيلة أمره ، فأنا شخصياً – على كثرة متابعتي له - لا أعرف ! كل ما أعرفه عنه أنه إنسان حقيقي ... هكذا ببساطة ؟ نعم هكذا ببساطة. 

إطلبوا صداقة هذا الرجل .
https://www.facebook.com/yasser.thabet

ليست هناك تعليقات:

أرشيف المدونة

زوار المدونة

أون لاين


web stats
Powered By Blogger

مرات مشاهدة الصفحة