2007/04/15

1- شيعة وسنة ... لماذا ؟

تحفل مكتبتي بكم غير قليل من كتب الشيعة الإمامية الجعفرية أو الإثنا عشرية كما يُسمون أحياناً ، كما تحفل مكتبتي كذلك بكم لا بأس به ببعض الكتب والمراجع السنية التي تُعتبر مناوئة إلى حد كبير لفكر الشيعة ومذهبهم ، ومن الطريف أني أجمع الكتب المحررة بأقلام الشيعة في رف منفصل عن ذلك الذي أجمع فيه الكتب المناهضة لهم ، ربما لإحداث نقلة على صعيد تنظيم المكتبة وأرففها من ناحية ، وربما من ناحية أخرى لتلاشي الإحتكاك التاريخي والمذهبي بين ُكتاب الفريقين إذا ما ُقدر لسوء التنظيم أن يجمعهم معاً ، فكان الفصل بين الفريقين على الأقل في مكتبتي أمرأ رأيته محموداً ، وأستطيع القول أن معظم قراءاتي في السنوات الأخيرة كانت منصبة على هذه الجانب من الثقافة بين مدرسة الصحابة ومدرسة آل البيت كما يحلو للبعض أن يسمي مصدر وجوهر الفوارق الفكرية بين الفريقين رغم المغالطة التي تنطوي عليها التسمية كما سيتضح من خلال هذه المجموعة من التدوينات التي ستتضمن بعض الخواطر والملاحظات الواقعية التي كانت محل تجربة خاصة بي ، ولا أدري إن كانت فصولها ممتدة حتى كتابة هذه السطور أم أني أوقفتها بفعل ما صار معلوماً لدي من المذهبين بالضرورة .. بداءة فإنني وحتى سن الثلاثين كانت معرفتي بمذهب الشيعة أشبه ما تكون بمعرفة جدتي - رحمها الله - بأسرار الهندسة الوراثية ، فلا درست مذهبهم ولا قرأت عنهم ولا سمعت خطبة جمعة تتناولهم من قريب أو بعيد ولا أدري إن كان هذا تكاسلاً مني أم كان تعتيماً مقصوداً على هذا المذهب ،على كل حال .. وفي أحد أيام شهر يوليه القائظ وقبل عشر سنوات تقريباً إنتقلت للسكنى بإحدى المناطق الهادئة في بلد خليجي حيث كنت أعمل ومازلت هناك ، وإذا بهذه المنطقة يقطنها الكثيرمن الشيعة بل بصورة ملحوظة .. تفقدت المكان ، أعجبني هدوءه ، ولما حل وقت صلاة المغرب تفقدت مساجد الحي ، دخلت أول مسجد قابلني ، لأؤدي صلاة المغرب ، كان المسجد فخماً من الداخل والخارج أشبه ما يكون بكاتدرائيات روما القديمة حيث النقوش والألوان متناغمة كما لو كانت في عرس مقدس ، أولاً بدا لي الأمرغريباً فالصفوف لم تكن منتظمة ولا مكتملة ، وأقيمت الصلاة وبينما إنتهى إمامنا من تلاوة الفاتحة وختمها بـ { والضالين } حتى رفعت عقريتي مؤمناً على دعاءه بقولي { آمين } جلجل صوتي بالمسجد وأدركت أنني الوحيد فيه الذي أمًن على دعاء الإمام ، فكان السكون يلف الجميع ، شعرت بالإستغراب وتساءلت في نفسي .. ماذا يحدث هنا ؟ من طرف خفي أدركت كذلك أنني الوحيد الذي يضع كلتا يديه فوق صدره كما نفعل عادة في صلاتنا ، بينما كان الجميع لا يضعون أيديهم مثلي وإنما متهدلة عمودياً وملتصقة إلى جنوبهم .. إذن هذا عامل إستغراب ثان .. أخيراً ختم الإمام الصلاة فقمت بالتسليم يمنة ويسرة ، وأدركت كذلك أنني الوحيد الذي فعلت ذلك فقد كان من يجاورونني من المصليين ُينهون صلاتهم بالتسليم عن طريق تحريك أيديهم إلى أعلى بحركة بدت لي غريبة .. الدهشة مستمرة إذن .. لكن هذا لم يكن كل شيء ، فبينما هممت بالخروج وإذ الجمع من أمامي ومن خلفي يستعدون لأداء صلاة العشاء تساءلت في نفسي ولما الجمع بين الصلاتين ؟ فلسنا على سفر ولا مطر ولا خوف ولا حرب ، شعرت بالحرج فلم يكن بوسعي لا التقدم ولا التأخر فثبت في مكاني لا ألوي على شيء حتى ُقضيت صلاة العشاء ، وبعد إنقضاء الصلاة تعمقت الدهشة داخلي والشعور بالإغتراب صار سيد موقفي ، جلست في أحدى زوايا المسجد قرب باب الخروج فكانت عيون الخارجين ترمقني بنظرات صاحب البيت إذا ما رأى غريباً يحوم حوله .. خرجت من المسجد لإلقاء نظرة خارجية عليه لعلي أبدد بعض من التشويش الذي لفني ، فإذا المسجد شيعي المظهر بقببه الخضراء كما أيقنت ذلك من أسم مؤسسه وبانيه والذي ينتمي إلى واحدة من كبريات العائلات الشيعية بهذا البلد ..... وتوالت الأحداث بشكل مثير
يُتبع

هناك 4 تعليقات:

layal يقول...

الم تلاحظ التربه التي يضعها اخوننا الشيعه عند الجبهه وقت الصلاة ؟؟

فاهل مكه ادري بشعبها
فكل ما ذكرته ليس بمستغرب ولكنه وصف دقيق :-)
استمتعت بسردك
وبأنتظار بقيه الاحداث

غير معرف يقول...

تجربة مثيرة
ولو كانت قبل 25 سنة لأستحقت مسمى مغامرة
ولحملت لقب رامبو
:)
سعيد بزيارة مدونتك

البنات حسنات يقول...

العزيزة / ليال
لاحظت التربة الحسينية ، ولكن أرجأتها لتدوينة لاحقة إذ أنها كانت محل واقعة طريفة لي سأأتي على ذكرها ، تشرفت بمروك وتعقيبك ، وترقبي البقية

البنات حسنات يقول...

العزيز / ماشي صح
تشرفت بمرورك الأول على المدونة ، ولو أنك تابعت بقية التدوينات لأطلقت عليها المغامرة الحقة رغم أن عمرها أقل كثيراً من الربع قرن ، إنما هي عشر سنوات أو تكاد ، وتقبل خالص التحية والإحترام

أرشيف المدونة

زوار المدونة

أون لاين


web stats
Powered By Blogger

مرات مشاهدة الصفحة