2007/04/03

3- عندما يكون للشاطىء إبنة

معارك أدبية

بنت الشاطىء وأحمد حسن الزيات

صدر كتاب ( دفاع عن البلاغة ) للأستاذ / أحمد حسن الزيات صاحب مجلة الرسالة الشهيرة وذلك في عام 1945 فتصدت له بنت الشاطىء بنقد لاذع وتناولت مآخذها على الكتاب ومن بين ما قالته : يعد فضولاً أن نتحدث عن المشقة البالغة التي يحتملها الأستاذ الزيات في معاناة الكتابة ونحت الألفاظ وتنميق العبارات ، فذلك هو طابع الأستاذ فيما يكتب ، ولكن يبدو أن عناية الكاتب بألفاظه قد صرفته عن رعاية الدقة في معانيه والصحة في أحكامه ، وتستطرد قائلة أن الكاتب ينسى أن الإلهام سر الفن ، ويرى العكوف البطىء على صنعة الكلام ونحت الألفاظ سر جماله ، فمتى كان بليد الذهن مثال الفنان ؟ ومتى كان البطىء الموسوس مثال المفكر ؟ وتواصل بنت الشاطىء نقدها للزيات فتقول بأن الأستاذ الزيات ُيعرف البلاغة في معناها الشامل بأنها ملكة يؤثر بها صاحبها في عقول الناس وقلوبهم من طريق الكتابة والكلام ، ولو أخذنا بمنطق الضبط في التعريف لكان التنويم المغناطيسي والرقية والعزيمة ونحوها مما يدخل في باب البلاغة ، لأنها جميعاً تدخل وتؤثر في العقل والقلب من طريق الكتابة والكلام ..... ولم يحاول الزيات الرد بما يقيم الحجة على ما كتب ، وإنما إكتفى بما ذكره الأستاذ عبد العزيز فهمي باشا الذي طالب بأن يدرس الكتاب في الجامعات ، وأشار كذلك إلى ما قاله الأستاذان العقاد ، والمازني في الكتاب ، ثم قام بالتعريض ببنت الشاطىء فذكر أنها غير قادرة على فهم هذه الموضوعات ولكن في عبارات عنيفة وأنحى على الأمناء الذين يجعلون من أنفسهم مسئولين عن البلاغة ثم أردف يقول { ولو كنت أعرف السيدة بنت الشاطىء لقلت لها ليس من طبعك ولا في وسعك يا سيدتي الرد النزيه ، وليس من طبعي ولا في وسعي الرد السفيه ، فردي هذا القلم الغليظ إلى صاحبه ، وإستردي قلمك الرقيق من سالبه ، وثقي بأن الفرق بين الكلام في الشواطىء والحقول ، وبين الكلام في ثمار القرائح والعقول ، كالفرق بين تكسير الجرة وبين تحطيم الذرة } ومن هنا ندرك أن النقد كان مرده إغفال الأستاذ الزيات لحاجة في نفسه جهود الأستاذ الخولي في ميدان البلاغة وأن الرد لم يكن إلا وسيلة للنيل من بنت الشاطىء ومن الأستاذ الخولي معاً ، وفيه إتهام بتستر الأستاذ الخولي خلف تلميذته وزوجته بنت الشاطىء



بنت الشاطىء والعقاد


صدر كتاب { المرأة في القرآن الكريم } للأستاذ العقاد فتصدت له بنت الشاطىء تأخذ عليه ما جاء في كتابه من أنه نقل عشرات من الصفحات متتالية ومتتابعة من كتب له سابقة وأنه قد حشد كل براعة منطقه - وهو في قمة نضجه - ليقنع قراءه بأن المرأة قذرة سافلة متخلفة ناقصة ، لا خلق لها ولا ضمير وأوردت أمثلته الدالة على تفوق الرجال فيما هو من شأن النساء كالطبخ ، والتفصيل ، والتجميل ، والمراثي ، والرقص ، ونفيه عن المرأة أخص الصفات الأنثوية كالحياء ، والحنان ، والنظافة ، وقالت بنت الشاطىء إن كلاماً كهذا يجوز أن يصدر عنه في كتاب يحمل عنواناً آخر ، أما أن يُذاع في الناس بعنوان المرأة في القرآن الكريم ، فهذا لا يجوز ، ثم ختمت مقالتها النقدية بالقول ولا أزيد بل ألوذ بما لذت به حين قرأت هذا الكتاب فأقول : اللهم أني صائمة ... وكان رد الأستاذ العقاد إن السيدة بنت الشاطىء لا تحوجنا إلى جواب ، لأنها هي بذاتها جوابنا المفحم ، ولو أننا بحثنا عن رد عليها أقوى منها على إقناعها لأعيتنا الردود ، فمن الخير أن يُصان الكلام لغير هذا المجال ، ولم يتعرض لمآخذها عليه مما زاد في ثورتها ، فكتبت تنكر منه تجريدها من لقبها الجامعي على حين هنأ زميلاتها بنيلهن هذا اللقب ، ثم إنتقلت إلى أن الأستاذ العقاد شديد الولع بقصة إغواء حواء لأدم وإخراجهما من الجنة والتي كتبها منذ أعوام في كتابه { هذه الشجرة } ، ثم عاد فنقلها إلى كتابه المرأة في القرآن الكريم ، وزعم أنها وردت في كتب الأديان بما فيها الدين الإسلامي ، مع أنه يعلم أن القرآن الكريم لم يُسند الغواية قط إلى حواء ، وليس فيه إشارة من قريب أو من بعيد إلى أنها هي التي أغرت أدم فأكل من الشجرة المحرمة ، وإذا كان بعض المفسرين قد أسندوا الغواية والعصيان إلى حواء فمرجعهم فيها التوراة لا القرآن ، وقد نقلها إليهم وهب بن منبه وأمثاله من اليهود الذين أسلموا وحرصوا على أن يحشوا أذهان المسلمين بإسرائيلياتهم ، كما أخذت عليه بنت الشاطىء قوله أن الرغبة الجنسية في المرأة تنفصل عن الغريزة النوعية في معظم أيامها ، ولا بد أن تكون نفاية ضائعة حقاً تلك المرأة التي تقصر بها آمالها الأنثوية دون التطلع إلى منزلة ربة الدار وأم البنين ، فقالت كيف نحكم على الجنس كله بنفاية ضائعة منه ؟ يجوز ... ولكن عن الأستاذ العقاد وحده ، ثم كيف يحكم على الفصيلة كلها بآخر واحدة فيها ثم أردفت لكني لا أريد أن أحرجه بالرد على مثلي ، إذ ليس أقسى على عملاق أن يضطر إلى منازلة سيدة يقول أنها لا تُحسن إلا العويل والبكاء ،، كما لا أريد أن أجشمه مشقة قطع الطريق الطويل بين مكانه العالي على قمة جنسه المتفوق الممتاز ومكاني الهابط في آخر صف النساء ... وأراد أحد المنتسبين للعقاد أن يجد مجالاً للقول فأغلقت بنت الشاطىء باب الجدل بقولها بقيت كلمة أرجوا أن تحسم هذا الموقف الكريه وهي أن كل ما يقوله الكاتب وغيره من خير في الرجال فهو منا وإلينا ، لأنهم أبناؤنا وأزواجنا وإخوتنا وأباؤنا ، وكل شر يقال في المرأة فهو حتماً مردود إلى الرجل ، لأن الدنيا لم تعرف رجلاً لم تلده أنثى

يُتبع

ليست هناك تعليقات:

أرشيف المدونة

زوار المدونة

أون لاين


web stats
Powered By Blogger

مرات مشاهدة الصفحة