يقول موروا أنه من الواجب أن نحسن إختيار غذائنا الأدبي ، فكل ذهن في حاجة إلى غذائه الخاص ، ومن ثم فعلينا أن نتبين أي المؤلفين ُنؤثر على غيرهم ، وخليق بنا أن نقبل على القراءة بالرزانة والعناية والمهابة والإستغراق ، فليس من القراءة في شيء أن نقرأ صفحة ثم ننهض للرد على " التليفون " أو أن نختار كتاب جزافاً ، بينما أذهاننا شاردة في أفق آخر ثم ندعه جانباً لليوم التالي ، إنما القارىء الصادق هو ذلك الذي يفرد الليالي الطوال يخلو فيها إلى ما يقرأ وهو والذي يخصص أمسية لمؤلف يعجب به ، وهو الذي يرتاح إلى رحلة طويلة بالقطار مثلاً ، لأن خلوة القطار تتيح له فرصة قراءة رواية كاملة من روايات بلزاك أو ستندال ، وهو الذي يستشعر في إعادة تلاوة عبارة أو فقرة جميلة عين النشوة التي يستشعرها عاشق الموسيقى حين ينصت إلى لحن حبيب ، ويمضي موروا مردفاً أن عليك أن تؤهل نفسك لتكون جديراً بالكتب الجليلة ، إذ أن إستمتاعك بها يتوقف على ظروفك الراهنة ، فتحليل العواطف ووصفها مثلاً لا يهم سوى أولئك الذين خبروها ، أو الشباب الذين يترقبون إزدهار مشاعرهم في أمل وحنين ، وليس أبلغ تأثيراً في النفس من رؤية شاب لم يكن يطيق في العام الماضي سوى قصص المغامرات ، فإذا به يغرم فجأة بقصة انا كارنينا ، بعد أن أهتدى إلى ما في الحب من مباهج وآلام ، وبينما نرى كبار الرجال العاملين يحبون أشعار كبلينج ، إذا بكبار رجال السياسة يغرمون بمؤلفات تاسيتس وريتز . وهكذا .... فإن فن المطالعة والقراءة هو - إلى حد كبير- فن تهذيب فهم الحياة على الأضواء التي يصادفها الإنسان في الكتب إنتهى
2007/03/17
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
موضوعات المدونة
- عندما يأتي المساء (127)
- أوراقي الصفراء (36)
- مقالات برمجية (16)
- قول من قول (11)
- مكاتيبي (9)
- القوارير (6)
- مصر الثائرة (6)
- الآتيليه (4)
- غفوات النفس (1)
أرشيف المدونة
-
▼
2007
(50)
-
▼
مارس
(17)
- يا قاطع الشجرة
- ردة دستورية
- غسيل الأدمغة
- 2- القراءة فنون
- 1- القراءة فنون
- 9- فن العمل للرجل والمرأة
- 8- فن العمل للرجل والمرأة
- 7- فن العمل للرجل والمرأة
- 6- فن العمل للرجل والمرأة
- 5- فن العمل للرجل والمرأة
- 4- فن العمل للرجل والمرأة
- 3- فن العمل للرجل والمرأة
- 2- فن العمل للرجل والمرأة
- 1- فن العمل للرجل والمرأة
- عفواً ... الإجابة .. لا
- 3- عندما يكون حكامنا فلاسفة
- لغتنا الجميلة
-
▼
مارس
(17)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق