2007/03/03

3- عندما يكون حكامنا فلاسفة


إن أقصى درجات الأماني الممكنة التي تعشعش في وجدان المواطنين هي أن يتمتع حكامهم بالحد الأدنى من المعقولية والمنطقية في تفكيرهم وطرق إدارتهم لنظم حكم بلدانهم ،وأن يتسموا بدرجة معقولة بصفات العدل ، ولكن أن يخطر على بال مواطن ما في دولة ما أن يكون حاكمه حكيماً فيلسوفاً فإن الأمر بذلك يخرج عن جادة الصواب وجدير بأن يوصم صاحبه بما لا يحب إمرؤ شريف أن يوصم به ، فهاهي تهم الجنون أو العته أو السفه أو جميعها معاً جاهزة للإنطلاق ، إذن ما هي حكاية الحاكم الحكيم أو الفيلسوف تلك ؟

يقول أفلاطون إن حكام دولتنا المثالية أو رعاتها والأوصياء على أمورنا ينبغي أن يكونوا مثقفين واسعي المعرفة ، ومن ثم يجب أن نعلمهم ونلقنهم ثقافتنا القومية الذهني منها والبدني من موسيقى ورياضة ، وتقليد كل ما هو طيب ونبيل فحسب ، والجديرون بأن نوليهم حكاماً علينا هم خيرة الرجال ممن صمد حزمهم وإستقامتهم أمام كل إمتحان وغواية وهم الذين نخلع عليهم ألقاب الأوصياء أو الرعاة أو أولي الأمر ، وهؤلاء ينبغي علينا تعليمهم دراسة أرفع فرع من العلوم إطلاقاً وهي الفلسفة تمهيداً لتولي شئون الحكم في الدولة ذلك أن الفيلسوف وحده هو الجدير أن يتولى منصب الحكم في الجمهورية المثالية ، وما لم يصبح الفلاسفة حكاماً أو يدرس الحكام الفلسفة فلن تقف متاعب البشر عند حد أو تبدو لها نهاية ، وينبغي ألا يكون لهولاء الحكام مصالح خاصة وأن يكونوا فوق الرشوة وإستغلال النفوذ ، ويجب ألا يكون لهم سوى مطمع واحد وهو أن يوطدوا العدالة ويرفعوا لؤاءها بين مواطنيهم على الدوام ، ومهمة الحكومة الرئيسية في الحكومة المثالية هي توفير السعادة للمحكومين بمنحهم الصحة والرضا والفراغ ، وفي هذا يقول المفكر إمرسون أعطني صحة ويوم راحة وأنا الكفيل بجعل خيلاء الملوك والأباطرة مثاراً لسخرية العالمين ... تلك كانت نبذة قصيرة عن حلم أفلاطون في دولته المثالية .

ليست هناك تعليقات:

أرشيف المدونة

زوار المدونة

أون لاين


web stats
Powered By Blogger

مرات مشاهدة الصفحة