2007/03/22

يا قاطع الشجرة



من وحي التعديلات الدستورية المصرية الأخيرة


غالباً ما يطلق مصطلح الأباء المؤسسون في أدبيات الفكر السياسي والإجتماعي والإقتصادي وغيرها على مجموعة من الرجال أو الجماعات الذين أخذوا على عواتقهم نهضة أممهم وشعوبهم في مختلف المناحي والصعد في ظل ظرف تاريخي فارق ، فباتوا بهذه المثابة مضرب المثل في التفاني والإخلاص والتجرد لما بذلوه من كفاح من أجل تحقيق هذه الغايات والأهداف النبيلة أياً كان وجه الرأي في هذه الأهداف وتلك الغايات .

وفي المقابل لذلك قد يطلق هذا المصطلح على جماعة معينة آلت على نفسها في مرحلة ما تحقيق ما تراه أهدافاً صحيحة وفق المعتقد أو النظرية التي تؤمن بها ، وعلى كل حال فإن هذا المصطلح وببساطة يُنسب إلى - ما يسمى بشكل دارج - مجموعة الرعيل الأول في شأن من الشئون ، إلا أنه في الأغلب الأعم لا يطلق وبدقة إلا على أولئك المخلصون المتجردون من الزيغ والأهواء الذين وضعوا آمال ومصالح أممهم فوق كل غاية خاصة ، أو مصلحة رخيصة ، أو هدف ضيق باهت ، وبالتالي فلن يكون مستغرباً أن تسمع بأباء كثر للإستقلال والتحرير والدستور والنهضة والإقتصاد .

وكما إستعرض التاريخ لنا قائمة طويلة من الأباء المؤسسون ، فإنه قد ذكر وسيذكر لا محالة قائمة من الأبناء الهدامون الذين إرتدوا عن دين أبائهم وتنكروا لتاريخهم ، وإستخفوا بكل قيمة نبيلة في مجتمعاتهم قد كان أسسها أباؤهم ، ونقضوا كل مكتسب حميد إكتسبته شعوبهم بعد طول مرارة وكفاح ، فقد أرسى الأبناء الهدامون قيم الفساد والظلم في عهودهم فباتوا مضرب المثل في دروب العقوق والردة ومسالك الغي والنفاق ، بعد أن تجردوا أو كادوا من كل مكرمة وضمير فخرجوا طائعين من صفوف الشعب إلى الصفوف المناوئة له ، وفروا من هموم الناس فرار الحمر المستنفرة إذا ما رأت قسورة ، وإنطمروا في الخاص من شئونهم ومصالحهم على حساب الأغلبية المسكينة من بني جلدتهم ، وهؤلاء الأبناء الهدامون لا يستحقون منا سوى أن نلقمهم أحجاراً مهما تعالت أسوار قصورهم وحصونهم جراء قطعهم شجرة الأباء المؤسسون .

ليست هناك تعليقات:

أرشيف المدونة

زوار المدونة

أون لاين


web stats
Powered By Blogger

مرات مشاهدة الصفحة